الحكومة معطلة بغياب الرئيس... والانتخابات معطلة بغياب الشعب... والعدالة معطلة أو ستتعطل لغياب المتهمين! والاقتصاد معطل لغياب المستثمرين! والأمن غير مستتب لوجود اضطرابات اجتماعية وسياسية وتوترات على الحدود.. ومع ذلك تقول السلطة والحكومة إن ”الدنيا بخير” والأمور تسير نحو الانفراج، خاصة إذا تمت الانتخابات الرئاسية القادمة.تصوروا معي هذا الرئيس الذي ينتظره النظام والشعب الراكد والراقد والثائر معا يخرج من بين ركام هذه الانتخابات التي تظهر في نوعية خاصة من هؤلاء المترشحين! فهل الرئيس القادم إذا فاز على هذا المرشح الذي برنامجه السياسي هو نزع ربطات العنق لإطارات الدولة، كما فعل المرزوقي في تونس، أو هذا المرشح الذي يقول للشعب الجزائري: ”أنا هو رئيسكم حتى ولو لم تنتخبوا”! رئيس ينتصر في الانتخابات على هؤلاء ماذا بإمكانه أن يفعل..؟واضح أن المشكلة في الجزائر أن السياسة أصبحت مبتذلة إلى حد لا يتصوره عاقل، والسبب هو أن السلطة هي التي عملت على مدى سنوات على تصحير الحياة السياسية كي يستتب لها الأمر، لكن الذي حصل هو أن الشعب أصبح غير مؤطر وغير منظم، وبالتالي وجدت السلطة نفسها غير قادرة حتى على تبين من يمثل الشعب للحديث معه بجدية سياسية مقبولة!كنا نعتقد أن السلطة في الجزائر يمكن أن تواجه صعوبة في جلب الشعب إلى الصناديق... ولكن لم نكن نتوقع أن السلطة ستجد صعوبات حقيقية في جلب الناس إلى الترشح للرئاسيات... حتى باتت الترشيحات للرئاسيات تنذر بجعل المترشحين الجديين (على قلتهم) هم أيضا محل سخرية كونهم ينافسون هذه الأشكال السياسية!والمصيبة أنه ربما يحدث في الجزائر في هذه الرئاسيات أسوأ مما حدث في تونس، بحيث ينجح للدور الثاني أمثال هؤلاء الذين يجعلون من برنامجهم السياسي نزع ربطات العنق للإطارات؟! وقد تكون هذه صورة ألعن من صورة مقاطعة الانتخابات.. ويتساءل الناس ماذا حدث حتى انتقل أمر الترشح للرئاسيات من حالة الفرسان السبعة سنة 1999، إلى حالة المائة مضحكة مترشحة في رئاسيات اليوم؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات