الطريقة التي يدير بها شباب مصر الشقيقة احتجاجاتهم ضد نظام السيسي مقتبسة حرفيا من الحراك الجزائري، مع فوارق تتعلق باختلاف الذهنية الجزائرية عن الذهنية المصرية في بعض الأمور التي تتعلق بعلاقة المواطن بالسلطة!المواطن في الجزائر علاقاته بالسلطة متوترة دائما وهذا طوال 60 سنة الأخيرة! أتذكر أن الأستاذ الدكتور مولاي بلحميصي، رحمه الله، قال لنا في مدرسة الصحافة سنة 1969، ”إن الجزائر خلال الألفي سنة الأخيرة عاش الشعب الجزائري خلالها حروبا دامت 17 قرنا”، وهذا معناه أن الجزائر لم تعش السلم سوى 300 سنة فقط!في حين الأمر يختلف بالنسبة لمصر الشقيقة، حيث كان الغزاة يأتون إلى مصر ويذهبون وهي في حالة سلم وركود اجتماعي لافت!مصر في ثورة جانفي 2011 تأثرت بما حدث في تونس، واليوم تأثرت بما حدث في الجزائر... حتى مسلكية الجيش تجاه المتظاهرين في جانفي 2011 كانت شبيهة بمسلكية الجيش التونسي إزاء الثروة. ومسلكية أجهزة الأمن الجزائرية إزاء المظاهرات في الجزائر التي رفعت شعار ”سلمية.. سلمية”.لكن الإعلام الجزائري في علاجه لموضوع الحراك المصري تأثر بالإعلام المصري... فقد شاهدت القنوات الرسمية والخاصة الجزائرية تتحدث عن مظاهرات الشباب المصري في المدن المصرية ولا تتحدث عن المظاهرات التي جرت في نفس اليوم بالجزائر... وهكذا يطبق الإعلام الجزائري مع الإعلام المصري ”نظرية” ”حك لي ونحكلك”! في الإعلام المصري ينشرون أخبار مظاهرات الجزائريين على نطاق واسع، وإعلام الجزائر ينشر أخبار المظاهرات المصرية بنفس الصيغة!وهكذا يتحقق إعلام المواطن في الجزائر وفي مصر من طرف الإعلاميين دون أن يتعرضوا إلى متاعب من طرف السلطة؟!وهذا النوع من ”التعاون” الإعلامي بين المصريين والجزائريين يجب أن يثمّن... ورجال الإعلام في البلدين سعداء أن الحكومتين تركتا هذا الأمر مفتوحا ولم تفعل شيئا!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات