السلطة في الجزائر لم تخفها السيول المائية التي ضربت البلاد، بقدر ما أخافتها السيول البشرية التي اجتاحت الشوارع في عديد المدن داخل البلاد... لأن السيول المائية تقلق المواطنين فقط... لكن السيول البشرية تقلق السلطة.السيول البشرية تقول عنها السلطة إن الهدف منها إقلاق السلطة في مسعاها لتنظيم انتخابات رئاسية، لكن السيول المائية هي من صنع من أدوا صلاة الاستسقاء “سرا”، ولذلك جاءت الاستجابة لصلاة الاستسقاء بأعاصير لا تبقي ولا تذر!والسلطة “داها” واد الشعب الذي سال من باب الوادي إلى البريد المركزي... والشعب “داه” الواد الذي سال من بن عكنون باتجاه سيدي يحيى والعناصر وحسين داي من بوزريعة وباب الوادي!لهذا كان اهتمام السلطة بالسيول البشرية أكثر من اهتمامها بالسيول المائية... آلاف السيارات التابعة للشرطة امتلأت بها الساحات العامة في العاصمة لتأطير السيول البشرية وتوجيهها حيث تريد السلطات الأمنية... لكن لم نشاهد تدخل السلطات بالقدر الكافي لتتحكم في السيول المائية...! لأن خطر السيول المائية على السلطة لا يكاد يذكر أمام خطر السيول البشرية؟! حتى والي العاصمة أنشأ خلية أزمة في ولايته لمجابهة السيول المائية وهذا بعد خراب مالطة!السلطة الآن لابد أن تنشئ هي الأخرى خلية أزمة لدراسة الأسباب التي تجعل السيول في الشارع تصر على مطالبها. وهذا يعني أن البلاد أصبحت فعلا في خطر داهم! واضح أن السلطة أصبحت عاجزة عن التنبؤ بالسيول المائية، تماما مثلما هي عاجزة عن التنبؤ بالسيول البشرية، وتلك معضلة البلاد الأساسية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات