لا أبدا كريم طابو لم يسجن بل هو طليق داخل زنزانة وهو أكثر من حرية! هو متواجد في الحراك وسط الشعب وهو غائب حيث لا يستطيع التواجد هناك من سجنه وهم طلقاء!لست في حاجة إلى القول بأن سجن كريم طابو بهذه الطريقة كان خطأ يخدم ما يناضل من أجله طابو أكثر مما يخدم أهداف من سجنه!طابو رجل عنيد، يتمتع بصفاء سياسي يحسد عليه، في أفكاره السياسية تتلمس بسهولة أفكار مهري والدا الحسين اللذين تتلمذ عليهما هذا الشاب السياسي في العشرية الحمراء!طابو له قدرة عجيبة على التواصل مع الناس، ولذلك أتوقع أنه سينشئ حراكا سياسيا داخل السجن في صفوف المساجين. أشهد أنه عندما تعرض لحملة بحجة أنه ينسق مع ربراب للدفاع عن الفساد لأسباب جهوية، قال لي: ما يجمع هؤلاء بربراب أكبر مما يجمعني به! فلا يوجد شيء يجعلني ألتقي بربراب! والمصيبة أن الأمر كان عبارة عن لقاء في قاعة الانتظار للطائرة في سفر، الصدفة هي التي جمعتهما! وبنيت على هذه الصور الخاطئة مواقف سياسية، وبالطبع المعلومات الخاطئة تؤدي إلى قرارات خاطئة، إذا.. سجن طابو على أنه أحد زعماء الحراك فهذا صحيح، أما إذا سجن على أساس شيء آخر فهذا خطأ.منذ 5 سنوات وطابو يتحرك في كل الاتجاهات مع شبه الأحزاب السياسية المعارضة ومع الشخصيات ورجال المجتمع المدني بحثا عن تحريك الشعب الجزائري ضد هذا الهوان الذي جعل الجزائريين تحكمهم صورة رئيس!كانت محاولته الأولى في صفوف الإسلاميين بعد أن يئس من تجربته مع الديمقراطيين ومن يدعي الحرية والديمقراطية، ولم يتورع حتى عن الجلوس مع حمس مقري في مقر هذا الحزب، ثم تحرك باتجاه الشباب في الأحزاب التي تجذرت في ما سمي بـ”مسار مزفران”. وعندما يئس من ذلك راح يبحث عن عمل ما في أوساط المثقفين، وبهذه الصفة تمكن من جمع العديد من الفاعلين في الساحة السياسية والثقافية والجامعية، نظم اجتماعات حضرها بوشاشي وجابي وبن عبو ومقران آيت العربي وفراد ودبوز وهميسي وبومالة وغيرهم كثير، وكان السؤال الذي طرحه على الجميع طابو كمحرك هذه الاجتماعات: كيف نحرك الشعب ضد هذه المهزلة التي خضع لها الجميع وهي العهدة الخامسة.. ولكن مبادرة طابو هذه أجهضت لأسباب لا نعرفها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات