يخطئ من يعتقد بأن انتخابات رئاسية غير سليمة ويلوى فيها ذراع الشعب يمكن أن تنتج رئيسا يستطيع تسيير البلاد!تعيين رئيس بنسبة تزويرية ضعيفة لا يمكنه أن يسير البلاد وهي تعيش هذا الغليان الشعبي في الشارع وتتخبط في هذه الأزمة الاقتصادية الخاصة.تعيين رئيس ضعيف بانتخابات مطعون في نزاهتها أو في نسبة المشاركة الشعبية فيها معناه زيادة متاعب السلطة بعد الانتخابات أكثر من المتاعب القائمة الآن، أي أن الحل سيصبح في حد ذاته أزمة!عدم شرعية النظام الحالي الذي يسير البلاد أحسن حالا من نظام رئيس ينتخب بالتزوير في انتخابات غير جدية وغير جادة، لأن عدم شرعية رجال السلطة اليوم يجعل الشعب الثائر يطمح إلى غد يمكن أن يتمكن فيه تدبير أموره وانتخاب رئيس شرعي، وهذا الأمل مسألة حيوية في استقرار وهدوء الشعب، لكن قطع هذا الأمل بتزوير رئيس يجعل الشعب يثور أكثر في الشارع. لهذا، فمن الحكمة ألا نعاكس إرادة الشعب ونعرض عليه رئيسا مزورا كيفما كانت طبيعة هذا التزوير!ويخطئ من يعتقد أن أزمة السلطة حاليا هي أزمة عدم وجود رئيس كيفما كان وضعه الشرعي، بل المشكلة الرئيسية هي عدم وجود شرعية للنظام كله ولا يمكن إيجاد هذه الشرعية بانتخابات رئاسية مطعون فيها منذ البداية.تصوروا رئيسا ينتخب بنسبة ضعيفة أو مزورة وعكس إرادة الشعب ويبدأ عمله في هذا الحقل الملغم اقتصاديا وسياسيا وتنظيميا، ماذا بإمكانه أن يفعل غير محاولة فرض سلطته بالقوة وهي الحالة التي تجعله مع أجهزة حكمه في مواجهة دائمة مع الشعب، ويعمل مع بقايا نظام 90% من رجاله في السجن بسبب الفساد الاقتصادي والسياسي وحتى الأخلاقي، هل رئيس هذا حاله هو الحل؟! لا أبدا.. الشعب الآن يقول في الشوارع يحكمنا أناس غير شرعيين أوصلتهم الأزمة إلى الحكم أفضل من أن يحكمنا أناس يتم تزوير انتخاباتهم بنفس الطرق التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، لهذا فإن رئاسيات من دون الشعب معناها زيادة تعميق الأزمة بين النظام والشعب وليس بداية الحل؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات