ترى لماذا يندفع البعض في الجزائر إلى العمل على تدويل المعركة السياسية السلمية الجارية في البلاد؟!قوة الجزائر وشعبها أنها ظلت لـ٥٠ سنة ترفض أي تدخل أجنبي في الجزائر مهما كان نوعه.. وهذه خاصية وطنية لدى الجزائريين، حكاما ومحكومين، يجب أن تثمّن وتصبح ثابتا من الثوابت الوطنية.حتى في العشرية الحمراء وصل الدم إلى “الركايب” بين الجزائريين، حاكمين ومحكومين، في إطار الصراع السياسي على السلطة.. ولكن لا أحد تجرأ واستعان بالخارج ضد خصمه بصورة مباشرة كما حدث في ليبيا (الناتو) أو في سوريا (أمريكا وروسيا) أو في اليمن تدخل (السعودية). ولعل هذا هو السبب الذي جعل الجزائريين يصلون إلى شبه حل لأزمتهم. واليوم الخلاف السياسي لا يصل في العداء إلى ما كان عليه سنة ١٩٩٢، فلماذا يندفع البعض إلى تدويل هذا الصراع الجزائري - جزائري؟! هل الأمر يعود إلى مستوى المسؤولين الذين يحكمون البلاد اليوم قياسا بما كان قبل ٢٠ سنة في موضوع الوطنية والحرص على استقلال البلاد تجاه الأجانب؟!الوزير الأول بدوي يقول في اليابان بملء فيه: إن الجزائر بوابة لإفريقيا.. !” أهلا وسهلا حكومة الجزائر فرحة بأن بلادها هي بوابة لإفريقيا.. وما على الأجانب الذين لهم أطماع في إفريقيا إلا المرور عبر الجزائر والدخول إلى إفريقيا؟!أمين عام “أكبر حزب في البلاد”، الأفالان، يعلن للرأي العام (فرحا) أن سفير روسيا في الجزائر أبلغه أن حكومة روسيا تقف مع الحكومة الجزائرية! ولا يحس هذا المسكين السياسي بالخجل وهو يربط مصير حكومة بلاده بدولة أجنبية وليس بموقف الشعب الجزائري من هذه الحكومة! وظهر جميعي فرحا وهو يقول بأن روسيا قد تقف مع الجزائر ضد الغرب إذا ما تدخل في الشأن الجزائري؟!أي بؤس هذا.. كان على هذا المسكين أن يرفض تدخل الغرب في الشأن الجزائري مثلما يرفض تدخل الشرق أيضا في الشأن الجزائري؟!والمصيبة أن السفارة الروسية في الجزائر كانت أكثر وعيا من هذا السياسي حين قالت إنها لم تقل ما قال جميعي على لسانها.على السلطة في الجزائر والشعب الجزائري في الحراك أن ينددا بأي محاولة لجعل الأجانب يحشرون أنفهم في الشأن السياسي الجزائري.. هذا أمر حيوي ولا ينبغي التفريط فيه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات