الشعب عبر المسيرات أيام الجمعة والثلاثاء يقيم الحوارات ويقول رأيه فيها من خلال الهتافات والشعارات، ويحدث ذلك علنا وبالمختصر المفيد من الشعارات التي ترفع في كل مسيرة.البلاد شبه متوقفة تماما، لا سياسة ولا اقتصاد ولا عمل ولا قوة شرائية ولا إنتاج، وهناك من يتحاورون في جزر مغلقة، كل واحد يرى في نفسه أنه بحواره يقول للناس عين الصواب، البلاد تغرق فعلا في مشاكلها الحقيقية، ليس عبثا أن تحذر هيئات دولية من خطر تزايد الدين الداخلي للدولة، والذي وصل إلى مستويات قياسية لم يصلها في تاريخ البلاد!الدين الداخلي أنهى عمليا كل الاحتياطي الذي ادخرته البلاد خلال سنوات البحبوحة.. الآن الدين الداخلي يفوق 60 مليار دولار! وحدث هذا بحكاية طبع الأوراق النقدية دون روية ودون مسؤولية.. عمليا فإن الرئيس السابق بوتفليقة قال إنه لن يترك الحكم إلا إذا أفرغ الصناديق التي امتلأت عندما جاء هو إلى الحكم.. والواقع يقول إن الدين الداخلي أصبح رقمه ضعف رقم الدين الخارجي الذي وجده بوتفليقة عند استلام الحكم! الصناديق الآن شبه فارغة تماما، وحكاية 70 مليار دولار التي يقال إنها ما تزال في احتياطي الصرف أكلها عمليا الدين الداخلي، والحكومة لا تريد أن تقول هذه الحقيقة للرأي العام، والهيئات الدولية هي التي تقول الحقيقة للجزائريين. وعندما تصبح الهيئات الدولية أكثر صراحة من حكام الجزائر بالنسبة إلى مصلحة البلاد في تسيير الشأن العام المالي، فذاك يعني أننا نكذب على أنفسنا حين نقول لبعضنا في حوار الطرشان: إن البلاد بخير وأن الحكومة تعمل وفق الدستور والقوانين، وترعى المصالح العليا للشعب! الوضع فعلا مقلق والحكام يتحملون لوحدهم مسؤولية ما قد يقع من مخاطر إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن.. الله يستر البلد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات