اللجنة الوطنية للحوار تقول: لا يمكن أن ينجح الحوار ويصل إلى أهدافه المرجوة إذا لم تكن هناك إرادة من السلطة لفعل ذلك، ولهذا تتمسك اللجنة بحكاية الإجراءات للتهدئة العامة التي تطالب اللجنة السلطة باتخاذها لدعم نجاح هذا الحوار:1- كيف تكون هذه اللجنة مستقلة عن السلطة وفي نفس الوقت تطلب من السلطة أن تدعمها لدى الشعب الثائر بإجراءات تهدئة بإطلاق سراح مساجين الرأي والسياسة.!؟ معنى هذا الكلام أن هذه اللجنة ضعيفة السمعة لدى الشعب والطبقة السياسية وتطلب من السلطة أن تحقنها بمقويات تجعلها مقبولة لدى الشعب والأحزاب؟!كيف تقدم هذه اللجنة خدمة للسلطة عند الشعب والطبقة السياسية وهي تطلب من السلطة الضعيفة أن تقويها لدى الشعب؟! من يقوي الآخر عند الشعب السلطة أم اللجنة؟! أليس هذا هو العبث بعينه؟2- لو كان هؤلاء الذين هم في لجنة الحوار لديهم إمكانيات كي يقنعوا الشعب والطبقة السياسية بالتمثيل الفعلي لثورة الشعب لما احتاج هؤلاء للحديث مع شبه السلطة في رئاسة الجمهورية.. لو كانوا يتمتعون بالقابلية لدى الشعب والطبقة السياسية لطرحوا أنفسهم مباشرة كبديل للشعب مدعوم من الثورة.. لكن الطريقة الانتهازية التي تولى بها هؤلاء المهمة تدل على أنهم يبحثون عن شيء آخر غير البحث عن حل للأزمة... لأن التموقع مع من صنع الأزمة وضد من يطالب بالحل للأزمة لا يمكن أن يكون علامة نزاهة وحسن نية... خاصة وأن أغلب هؤلاء هم من الذين كانوا بطريقة أو بأخرى جزءا من الأزمة!3- الحمد لله أن ثورة الشعب هذه سلمية ولا تستخدم العنف الثوري كما كان الأمر أثناء الثورة المسلحة.. فمن كان ينفرد بالحوار مع الاستعمار دون الرجوع إلى القيادة الجماعية للثورة في الخمسينات كان مصيره “الإرسال للقاهرة”! وهو مصطلح كان يستخدمه الثوار لتصفية كل من يخون الثورة.!الحراك الآن يقوم بالدور نفسه، فكل من يشم فيه رائحة الخيانة يقول له “ديڤاج” من المسيرات ويطالب بمقاطعة العمل معه. وقد يأتي الوقت الذي يرسله إلى الحراش... كما كان الثوار يرسلون الخونة إلى “القاهرة”! المؤسف حقا أن بقايا السلطة تعتقد أن أمثال هؤلاء يمكن أن يغالطوا الشعب بانتهازيتهم؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات