يجب أن نسجل ما حصل في البرلمان يوم الأربعاء بتعيين شنين رئيسا للبرلمان بأغلبية مريحة على أنه عملية ”ذكية” من حزب الأحزاب الحاكم في البلاد.وهذا دليل آخر على عودة ”النملة العظمى” إلى النشاط كما كانت عليه الأمور قبل نشوب خلافات الأربعين حراميا في مغارة علي بابا!«النملة العظمى” هي التي لعبت في أنوف أعضاء اللجنة المركزية للأفالان وعينت جميعي على رأس هذه الآفة.. والنملة العظمى هي التي لعبت في أنوف نواب الشكارة والتزوير من أجل الالتفاف وراء شنين وهو ليس من حزب الأغلبية ولا هو من حزب الأرندي المتحالف مع الأغلبية.. فلماذا قبلت الآفة والراندو به؟! واضح أنه جاء بناء على إرادة حزب الأحزاب.. تماما مثلما تحرك حزب الأحزاب وأجل تعيين قائد للأرندي!صحيح أن شنين أحسن من كل المترشحين لخلافة بوشارب، سواء على مستوى التكوين أو الأخلاق أو حتى خاصية الانقيادية وربما حتى العضوية في حزب الأحزاب.!شنين لعب دورا حيويا في السير في ركاب العهدة الخامسة مع حزب البناء والعدالة والنهضة، بإعلان ترشيح بن قرينة للرئاسيات الملغاة، ومعنى هذا الكلام أنه خدوم في هذا المجال.. وقد لعب دورا هاما في ندوة عين البنيان للوصول إلى الأرضية المعلنة التي كانت أرضية عاكسة بذكاء ”غبي” لخطاب بن صالح وصالح! إلى درجة أن الرأي العام كشف بجلاء أن النملة العظمى لعبت دورها في أنوف المشاركين لتخرج نتائج الندوة كما خرجت!الغريب في الأمر أن بن خلاف ادعى أنه هو من ”خدم” الكتل الانتخابية في البرلمان لشنين! في نفس الوقت الذي قال فيه إن رحابي مكن لدعاة العهدة الخامسة من ندوة عين البنيان، والحال أن شنين من الذين كانوا مع دخول بن قرينة إلى الانتخابات في العهدة الخامسة الملغاة كأرنب سياسي!هل يعتقد بن خلاف أن شخصا مثل جميعي أو صديق شهاب يمكن أن يسير خلف بن خلاف لو لم تأته التوجيهات الصارمة؟! فالشعب عندما يقول ”تتنحاو قاع” يقصد أيضا الأحزاب المبولسة!ما جرى في البرلمان بالفعل كشف محدودية المعارضة السياسية وأحزاب الموالاة في الاستفادة من الزلزال السياسي الذي ضرب البلاد في 22 فيفري الماضي، والذي ما تزال ارتداداته أقوى من الزلزال نفسه، وقد يصل الأمر إلى ثوران بركان الشعب إذا استمرت السلطة في إدارة الفساد السياسي بهذا ”الغباء الذكي”!الحل لمعضلة البرلمان الحالي هو ذهابه كلية لأنه بنوابه يعيش على هامش الحياة السياسية التي يصنعها الشعب في الشارع كل ثلاثاء وجمعة! ولا يكفي نقل رئاسة هذا البرلمان من أحزاب التحالف السياسي إلى أحزاب المعارضة المبولسة!يظهر أنه لا يزال أمامنا كشعب عمل كبير كي تفهم السلطة أن تسيير البلاد بالأساليب القديمة قد تجاوزه الزمن!لكن الأكيد أن النظام أصبح في حالة ضعف يقبل معها بأن يكون ثالث رموزه في الحكم ”خوني” حتى ولو كان هذا الخوني من النخب المبولسة، مثلها مثل الغولية والسلطانية والقرينية والمقرية والمناصرية.. والشعب يعرف مكانة هؤلاء في الفساد السياسي الذي ضرب البلاد بعقود من الزمن فضلا عن الفساد الآخر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات