لسنا ندري ما هي المقاييس التي استعملها الراحل من السلطة بوتفليقة في اختيار الوزراء ورجال الدولة في 20 سنة من حكمه! هل هذه صدفة أن يجتمع حول الرئيس هذا الكم الهائل من السرّاق؟ جنرالات ووزراء ورؤساء حكومة ورجال دولة... ورؤساء مؤسسات؟! ووصل الحال بهم إلى حد المتاجرة بالمخدرات جهارا نهارا.وزراء ومسؤولون ورؤساء حكومة تحولت عائلاتهم إلى مغارات علي بابا.. لا يصدق المواطن وهو يسمع بأن رئيس حكومة أو وزير أو حتى مسؤول إقامة الدولة أو جنرالا تحولت عائلته إلى عصابة محترفة في السرقة... ويحولون جميعا إلى السجن؟!سألني مواطن شرقي في باريس، قبل أيام، إن كان صحيحا فعلا ما ينشر في الجزائر حول تحول عائلات مسؤولين بأكملها إلى سرّاق!فقلت له أنا أيضا لا أصدق أن المستوى الأخلاقي والتربوي والديني للنظام التعليمي في الجزائر وصل إلى هذا المستوى المتدني، بحيث أصبحت المدارس تخرّج لنا فاسدين، والأسر تنتج لنا “شفّارة” على هذا المستوى وبهذا المستوى.. صحيح أننا في هذا لا نختلف عن العرب في شيء، فأنت تعرف ما حصل في عائلة بن علي في تونس، وما حصل في عائلة مبارك في مصر، وما حصل في عائلة علي عبد الله صالح في اليمن، وما حصل في عائلة القذافي وعائلة الأسد في سوريا... لكن نحن تجاوزناهم إلى فساد أعم وأشمل ذهب إلى عائلات المسؤولين في الوزارات والشركات والولايات والبنوك؟ ! نحن نموذج فريد في نوعه في الفساد في العالم... نحن طبقنا نظرية الفساد المعمم شعبيا!لهذا السبب فإن إصرار الثورة الشعبية على قلب نظام الحكم رأسا على عقب فيه شيء من الصحة، لأنه لا يمكن إصلاح نظام سياسي واقتصادي هذا حاله، بل لابد من تغييره جذريا... تماما مثلما كان الأمر صعبا في 1962، في أن يتم إصلاح النظام الاستعماري والتعايش معه وفق اتفاقيات إيفيان.بالنظر إلى الكم الهائل من السرّاق في سجن الحراش، فإنني أقترح على الثورة الشعبية أن تفوّض بورڤعة أو بن حديد للتفاوض باسم الحراك مع هؤلاء السرّاق داخل السجن كي يعيدوا الأموال التي سرقوها مقابل أن يطالب الحراك بإطلاق سراحهم.. لأن بورڤعة وبن حديد هما السجينان اللذان يمثلان الحراك في سجن الحراش، لأنهما سُجنا بسبب مواقف سياسية وليس سرقات؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات