لا يختلف اثنان في أن محتوى بيان المشاركين في ندوة الحوار الوطني للتغيير ودعم خيار الشعب لا يختلف في جوهره ومحتواه عن خطاب بن صالح الأخير... مثلما لا يختلف خطاب بن صالح الأخير عن محتوى خطاب ڤايد صالح قبل أسبوعين، وإليكم أوجه الشبه بين الوثائق الثلاث:1 - ڤايد صالح قال إنه باسم الجيش يسعى إلى تكوين لجنة وطنية لتنظيم الانتخابات، ويتم ذلك بحوار مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية... وجاءت كلمة بن صالح في 4 جويلية بالمعنى نفسه... تكوين لجنة وطنية لتنظيم الانتخابات وإطلاق حوار مع الأحزاب والجمعيات السياسية وغير السياسية للوصول إلى هذه اللجنة، والحوار قد تأخذ السلطة بنتائجه أو لا تأخذ، فهي حرة، وزاد بن صالح على ما قاله ڤايد صالح أنه يعتزم أيضا إعادة الحياة إلى اللجنة الوطنية “الدربالية” المقبورة. أما “ندبة” الحوار الوطني فتبنت مقترح بن صالح وقبله مقترح ڤايد صالح بخصوص الحوار واللجنة، وزادت عليه هي الأخرى اقتراحا شكليا آخر وهو تكوين لجنة تقنية لمساعدة اللجنة الوطنية على وضع قوانينها.2 - عدم جدية السلطة والمعارضة في إنجاز حوار جدي يفضي إلى حل المشاكل الحقيقية القائمة بيننا والقائمة حولنا هو إسناد هذا الحوار إلى أناس غير أساسيين في المعارضة كان يقول رئيس الدولة في خطابه ويشارك في الحوار المعارضة والمجتمع المدني وممثلو الحراك... أي أن صاحب الشأن الأساسي الذي هو الحراك يأتي في ذيل الترتيب في قائمة الحوار، تماما مثلما تقول المعارضة إنها تدعم الحراك ولا تشاركه في الحوار أو تتحاور باسمه مع السلطة.3 - اعتماد اللجان العديدة سواء من طرف السلطة أو المعارضة، يعطي الانطباع بأن الجماعة يريدون تحويل هذه القضية إلى منافع مالية توزع عبر اللجان العديدة التي تدعو إلى تكوينها... لجنة مستقلة وتساعدها لجنة تقنية ولجنة ميتة يتم إحياؤها دستوريا.. وكأن ضياع المال العام في عمليات الانتخابات المزورة في الداخلية لا يكفي حتى يعمد ثانية إلى مثل هذه اللجان التي لا معنى لها في الواقع العملي ولا مبرر لها سوى الاستفادات المالية لمن يترشح لعضويتها، على غرار لجنة دربال المقبورة. وهي صورة أخرى لتبذير مال الشعب في هذا الوقت الحرج ماليا.4 - عندما تقول الندوة الوطنية للحوار لابد من إبعاد كل من دعا إلى العهدة الخامسة، والكثير ممن شاركوا في هذه الندوة هم من دعاة العهدة الخامسة.. لو كانت الندوة جدية لعزلت الكثير ممن شاركوا، لأنهم كانوا يستعدون لأن يكونوا أرانب سياسية للرئيس المعزول لو ذهب إلى الانتخابات.5 - شيء واحد قالوه صح في البيان، وهو مرافقة الجيش للحوار والانتخابات... فهؤلاء قُصّر ولا يستطيعون الذهاب وحدهم إلى ما يمكن أن يؤدي إلى حل المشكلة.كل هذا يدعونا إلى أن نقول إن النتيجة التي سينتهي إليها حوار هذه مواصفاته، هو إنتاج مؤسسة رئاسية بمواصفات أسوأ من مواصفات 1999، وستكون البلاد على موعد مع محنة جديدة لا قبل لنا بها[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات