شيء يثير العجب ويدعو إلى صوم رمضان في رجب.. جزء من المعارضة يصرح باسمها بأنه دعا شخصيات تاريخية مستهلكة وهالكة إلى ”الندبة” الوطنية للمعارضة المؤيدة، ومنسق هذه ”الندبة” يخرج على الناس بأن ”الندبة” السياسية لم تستدع أي واحد حتى الآن! من نصدق ومن نكذب؟ بن خلاف الذي قال بأنه دعا شخصيات إلى المشاركة أم رحابي الذي نفى ذلك في الإذاعة؟ ثم أية جدية في تمثيل الثورة الشعبية في هذه ”الندبة” والحال أن الشخصيات التي أعلن عن دعوتها ”للندبة” بعضها نزل إلى الشارع للتبرك بالشباب الثائر في المسيرات ولم ينزل هؤلاء إلى الشارع قبل الحراك ولا حتى دعوا إلى النزول إلى الشارع؟! فكيف يمثلون هؤلاء الشباب وهم في مثل هذه السن وفي نفس الوقت هم نزلوا لتأييد الشباب فيما قاموا به في الشوارع؟! وهل حقيقة أن هؤلاء يريدون تمثيل الشباب في الحوار مع السلطة؟! لا أعتقد ذلك.القضية هو أن هذه المعارضة التي تمارس ”النصب السياسي” على الشعب كانت تتقاسم النيابة في البرلمان مع الأحزاب المتحالفة مع السلطة بــ ”الكوطات” المتفق عليها مسبقا مقابل القول بأن الشعب لا يجوز خروجه للشارع لأن الشباب غير واع ولا يمكن أن يتحكم فيه، وقد يؤدي خروجه إلى الشارع إلى انزلاقات نحو العنف والعنف تستفيد منه السلطة، تماما مثلما تقول السلطة بأنها تمنع المتظاهرات في العاصمة لأن الشعب والشباب تحديدا لا يعرف التظاهر بسلمية. قال هذا زعماء أحزاب معارضة ممثلة في البرلمان، وقال هذا الوزير الأول السابق أويحيى، فما الفرق بين الاثنين؟ فإذا كان وجود أويحيى في السجن أمرا مستحقا فكيف يقبل الشباب المتظاهر بسلمية أن يمثله زعماء هذه الأحزاب التي كانت تعارض النزول إلى الشارع؟!على السلطة وعلى الوجوه التاريخية أن لا تسير في هذا الطريق وتعطي الشرعية لمثل هؤلاء لخطف نضال الشباب والتحاور به مع السلطة من طرف هذه المعارضة البائسة. الشباب الذي نظم المظاهرات السلمية وصاغ تلك الشعارات الرائعة في المسيرات التسعة عشر لا يحتاج لمن يمثله في تسلم السلطة من السلطة، كما لا يحتاج إلى وسيط من ”تجار النيابة” عن الشعب للتواطؤ مع السلطة بالكوطات السياسية. لو كانت هذه الأحزاب ”جدية” لانسحبت من البرلمان وحلت نفسها والتحقت بثورة الشعب كما فعلت الأحزاب الوطنية في 1954 غداة قيام الثورة. فهذه ثورة جديدة ورجالها لا بد أن يكون جددا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات