التهمة التي سجن بسببها المجاهد الرائد بورڤعة سمعتها قيلت من طرف على الأقل 10 من كبار مجاهدي الثورة، والمقولة متداولة منذ الاستقلال في الصالونات السياسية وفي المناسبات الثورية والأزمات، ومشكلة بورڤعة أنه قال علنا ما يقوله الناس همسا وفي الصالونات منذ الاستقلال.أنا شخصيا سمعت هذا الكلام من المرحوم صالح بوبنيدر، الملقب بصوت العرب، قاد الولاية الثانية في 1962 عشية الاستقلال.عندما سألته عن السبب الذي دفع جنود الحدود الذين يقودهم المرحوم علي منجلي يقتلون نائب قائد الولاية الثانية للشؤون العسكرية، المرحوم الطاهر جواد، في قلب مدينة قسنطينة بعد أيام من إعلان الاستقلال واستلامه المدينة من قادة الجيش الفرنسي عشية الاستقلال، في حين لم يقتل بوبنيدر المرحوم الشاذلي والمرحوم عطايلية اللذين أرسلهما بومدين إليه لدفعه لانضمام الولاية الثانية إلى جيش الحدود، سألته رحمه الله عن هذا الأمر قبل 30 سنة من اليوم، فقال لي في بيته في حيدرة: نحن كنا ومازلنا مجاهدين وهم مليشيا.. ولهذا كان تصرفنا يختلف عن تصرفهم!ونفس القضية طرحتها على المرحوم منجلي فقال لي بنرفزة واضحة: إنهم كانوا يستفزوننا حين يصفوننا في جيش الحدود بالمليشيا ويحتكرون الجهاد لهم فقط؟!هذا الكلام كان يقال في أوساط المجاهدين في 1962 بقوة لأنه كان هناك سباق بين قوى ثلاثة: جيش التحرير الذي في الجبال والذي استلم المدن من الجيش الفرنسي بعد 19 مارس 1962. وجيش الحدود الذي دخل إلى الجزائر بسلاحه من الحدود بعد إعلان الاستقلال في 5 جويلية 1962. والقوة المحلية التي أنشأها ديغول ونصت عليها اتفاقية إيفيان على أنها هي التي تستلم الأمر الأمني في البلاد وتتشكل منها قوة جيش الجزائر.. وتحالف جيش الحدود مع عناصر من هذه القوة وتشكل منهما الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى مجاهدي الداخل الذين قبلوا الانضمام إلى جيش الحدود، وما يسمى بعناصر فرنسا في الجيش ليس هم الذين التحقوا بالثورة في أواخر الخمسينات، بل هم الضباط الذين انضموا إلى جيش الحدود من القوة المحلية في جويلية 1962، ومنهم على سبيل المثال: محمد العماري وتواتي واسماعيل العماري وفضيل الشريف وغيرهم كثير؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات