رئاسة الجمهورية دخلت في محنة فسادية قد تتجاوز في آثارها ما أحدثته جماعة بوتفليقة من فساد في تسيير هذه المؤسسة.القادمون إلى الرئاسة في إطار المرحلة الانتقالية ينفذون الآن مجزرة في حق إطارات الدولة بهذه المؤسسة لا مثيل لها ولم تعرفها هذه المؤسسة منذ الاستقلال.الكاتب الخاص للرئاسة الجديد والذي جلبه بن صالح معه من الحكومة، أصبح هو الرئيس الفعلي للبلاد يعين من يشاء وينهي مهام من يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، ويفعل ذلك خارج الأعراف والقوانين والدستور الذي يمنع مثل هذه الممارسات في ظل رئيس مؤقت لمرحلة محددة.هذا الكاتب أنهى مهام عدة مسؤولين وإطارات برئاسة الجمهورية لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالفساد الذي أنجزته العصابة الراحلة قبل أن ترحل.الطريف أن هذا الكاتب استدعى أحد الإطارات إلى مكتبه وقال له: لقد انتهت مهامك من الرئاسة، والأمر يدخل في إطار ما يطالب به الشعب! فقال له هذا الإطار: الشعب يطالب برحيل بن صالح وبدوي وليس رحيل إطارات الدولة في المؤسسات!تعبير “يتنحاو ڤاع” لا يعني إطارات الدولة الشرفاء بل يعني الفاسدين من رجالات الحكم!مظالم عديدة ترتكب هذه الأيام باسم تنظيف البلاد من أزلام العصابة، والعملية تجري بتنصيب عصابات أخرى أسوأ مما تم ترحيله لحد الآن.فمثلا المدير السابق لأمن ولاية الجزائر هو الذي أعد قبل سنوات ملفا حول “البوشي” وقدمه للعدالة قبل أن تنفجر قضية الكوكايين، ولكن وزير العدل السابق جمد الملف... لأن إطارات في قطاع العدالة شملهم هذا الملف، وتدور الأيام ويسجن هذا الرجل بالملف الذي أعده عن “البوشي”، وربما يتم سجنه من طرف من طالب هو نفسه بسجنه عندما أعد الملف الأمني عن “البوشي” كمبيّض للأموال في قطاع العقارات؟!ويتساءل الرأي العام لماذا يستثنى رجال الإعلام من حكاية الفساد، والحال أن الفساد في هذا القطاع يكاد يعلن عن نفسه في القنوات صراحة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات