أشهد أن هناك من يدعمون الحراك بتصرفات تسبق كل جمعة تزيد في منسوب التدفق الشعبي إلى الشوارع.في الجمعة 13، اتخذ هؤلاء قرارين كانا بمثابة القوة الدافعة للشباب للخروج إلى الشارع بأعداد هائلة حتى ولو أدى الأمر إلى أكل رمضان.. من شدة العطش:- القرار الأول هو دفع مجموعة من الأشخاص إلى الوقوف أمام البريد المركزي ليلة الجمعة وممارسة الهجوم على الحراك بطريقة أعطت الانطباع أن هؤلاء دفع لهم الثمن... خاصة حين أعلنوا أنهم من متقاعدي الجيش، في إشارة واضحة إلى زيادة احتقان شباب الحراك ضد ما يرفعونه من شعارات، والمصيبة أنهم كشفوا أنفسهم أو كشفتهم السلطة حين ساعدتهم الشرطة على القيام بذلك.- في الوقت الذي أذاب الحراك الشعبي فكرة الجهوية، يأتي هؤلاء بكل لا مسؤولية وبكل غباء ويصيحون: “يا ڤايد يا الشاوي يا الفحل”! وفعلوا ذلك تأييدا له أو هكذا كانوا يعتقدون، فجاءت النتيجة عكسية تماما، فصاح المتظاهرون: “لا للعرقية والجهوية”!- مسألة أخرى رفعت في منسوب شعبية الجمعية 13 هي الحركة البهلوانية التي قامت بها السلطة، حين قامت بتحويل ما لا يقل عن 50 شخصا في يوم واحد، وهو يوم الخميس، إلى العدالة.. ثم إطلاق سراحهم، ما ظهر للناس أن العملية مسرحية، الغرض منها التأثير على الثورة الشعبية، ولهذا كان المفعول عكس المراد تماما.. بل الأجانب في السفارات كان حديثهم حول هذه المسألة مضحكا.. إذ كيف تقدم سلطة في دولة بأنها كانت تحكمها عصابات تتكون من الوزراء ورؤساء حكومة، وفي نفس الوقت يطلق سراحهم! وتساءل الناس عن العبث بالدولة... لماذا تم تحويلهم إلى العدالة، ولماذا أطلق سراحهم؟! وفهم السفراء الأجانب ما فهمه الشباب في الحراك من العملية.. الحق يقال أن محاولة التعامل مع الحراك بهذه الطريقة يعد مساهمة كبرى في تأجيج الحراك.. ولا أعتقد أن ذلك يتم بواسطة أخطاء غير مقصودة من الفاعلين!ففي الوقت الذي تحتاج ثورة الشعب إلى قرارات تهدئ نفوس الثائرين، تقدم السلطة مثل هذه الأخطاء المجانية لتزيد من تأجيج الثورة... ولهذا يشكر قادة الحراك هذه السلطة على المساهمة النوعية في دعم الحراك بممارسات تزيد في تأجيجه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات