مطار تحفة لأكل رمضان!

عندما تزور مطار هواري بومدين الجديد لا بد أن تقول: ”المبنى عالي والمربط خالي”! كما يقول المثل السائر في الأوساط الشعبية. المبنى ”القديم الجديد” هو الآخر يشغل بنسبة 30% فقط ويديره أجانب (فرنسيون تحديدا)! والمبنى الجديد المضاف إلى المبنى الجديد القديم لا أعتقد أنه سيشغل بأكثر من 10% في أحسن الأحوال. ومن أراد التأكد فعليه ملاحظة ما هو مفتوح من المكاتب وما هو مغلق؟! بناء مطار بهذا الحجم ذي طابع دولي لبلد شعبه يعيش عمليا تحت الإقامة الجبرية، هو مضيعة للمال والوقت! نوعية الخدمات في هذه المنشآت الهائلة جد بائسة.. تصوروا المسافر القادم من الشرق الأوسط أو أوروبا يبقى ساعة أو ساعتين في بعض الأحيان للحصول على حقائبه! الرحلة من أليكانت إلى الجزائر تستغرق دقائق معدودات وانتظار الحقائب يستغرق ساعتين! المطار الجديد الذي حُرم بوتفليقة من تدشينه وهو الذي كان يأمل أن يحمل اسمه.. هذا المطار ليس في قاعات الانتظار به أية مقاعد مثل بقية مطارات العالم، ويضطر الشيوخ والعجزة إلى الجلوس على الأرض في صور مضحكة في مطار حديث كل شيء فيه آلي لكن يسيره بشر من العصر الحجري، لو لم يكن الأمر كذلك ما أنجزت قاعات الانتظار دون كراسي. وشخصيا شاهدت صورة كاريكاتورية مضحكة.. ففي المطار توجد مقاهي عالية الجودة من حيث النوعية، ويلجأ إليها العجزة والشيوخ للتغلب على الوقوف بفعل عدم وجود كراسي في قاعات الانتظار! مطار جديد يعذب المسافرين، ويحملهم على أكل رمضان! وحدث أن صاحب المقهى طلب من الجالسين الشيوخ والعجزة تناول أشياء مقابل الجلوس أو مغادرة المقهى إذا كانوا صياما! ولما رفضوا أكل رمضان صاح فيهم ”هذا مقهى لأكل رمضان وليس للصوم فيها”! يحدث هذا في مطار دولة أُنجز ليعمل بطاقة 10% فقط ويفرض على رواده الوقوف في الانتظار! في مطارات العالم الأخرى مثل قرطاج تونس أو كازبلانكا بالمغرب يعمل المطار بـ80% من طاقته كهمزة وصل بين إفريقيا وأوروبا، لكن عندنا لا يمر على أجوائنا من الطائرات الإفريقية سوى النزر القليل رغم أن الجزائر هي أحسن منطقة للعبور بين إفريقيا وأوروبا، وبين الشرق الأوسط وأوروبا الغربية. لكن المعلومات تقول إن المصالح المكلفة بالطيران المدني في الجزائر تفرض رسوما عالية على مرور الطائرات، ما يجعل الطيران الإفريقي والأوروبي يفضل المرور عبر أجواء غيرنا، والسبب أن مؤسساتنا يساعدها عدم المرور لأنها تحتاج إلى الراحة! ولو يسلط الضوء على هذا الملف ستظهر كوارث تنسينا ما هو معلوم منها!