من العاجل المستعجل أن تستخلص قيادة الجيش الدرس مما حصل في جمعة الصمود، فالأمر لا يتطلب التجاهل أو التحايل أو السكوت عما حصل في هذه المظاهرات.مطالب الشعب أصبحت واضحة أكثر من اللازم هذه المرة، فالمدنيون في السلطة لم يعودوا ضحية مقبولة لإرضاء غضب الشعب، بل الضحية المقبولة الآن هي تبديل “السيستام” الذي أوجد هؤلاء المدنيين الفاسدين في السلطة.. لهذا، لم يعد مطلب “يتنحاو ڤاع” كافيا لإطلاقه على الرئاسة والحكومة والبرلمان.الجيش عليه أن يستخلص الدرس هذه المرة لأنه حتى الآن قرأ قراءة خاطئة لثورة الشعب.ومن هنا، فإن “باراجات” الجندرمة والشرطة في المدن وفي ضواحي المدن لا يمكن أن تحل المشكلة.. يمكن أن تنفع هذه الإجراءات لبعض الوقت لكنها لن تنفع كل الوقت، والمشكلة في البلاد سياسية ولا يمكن حلها بإجراءات أمنية، والإصرار على الحل الأمني للمشكلة السياسية من شأنه أن يعقد الحلول الممكنة مع الوقت.تتذكرون أن الانتخابات التشريعية الفارطة قاطعها ما لا يقل عن 80% من الشعب، وكان من المفروض على السلطة والجيش بالدرجة الأولى استخلاص الدرس من هذا الموقف السياسي للشعب من السلطة القائمة، لكن الذي حصل أن السلطة قرأت خطأ هذه النتيجة وتمادت في عدم فهم مطالب الشعب، فالآن ارتفعت نسبة مقاطعة الشعب للسلطة إلى نسبة 99%، فهل يمكن أن تحكم سلطة حالها هذا شعبا يتظاهر ضدها بهذه النسبة.. سواء كانت هذه السلطة مدنية أو عسكرية؟! ماذا لو قرأت السلطة في 2015 قراءة صحيحة لنسبة المشاركة في التشريعيات، ألم يكن وضع السلطة أحسن مما هو الآن؟! فعدم القراءة الصحيحة لمطالب الشعب اليوم قد يؤدي إلى كوارث لا يمكن أن تتصور، وقديما قيل “بات على الغيظ ولا تبات على الندامة”!الجمعة الأخيرة ظهر فيها غضب شعبي ينذر بشر مستطير، والجمعات القادمة ستكون مفتوحة على احتمالات تطوير أساليب الاحتجاج قد لا تتصورها السلطة. والمؤكد أن الشعب وجد طريقه في النضال لاسترداد حقوقه السياسية المسلوبة، وعلى المؤسسات التي ماتزال قائمة أن تسارع لتمكينه من تحقيق ذلك، إذن، فالقراءة الصحيحة الآن واجبة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات