أصابتني القنطة وأصبت بـ"الڤواتر”.. هل حقيقة خروج الشعب بهذه الأعداد المهولة يمكن أن يروض بسهولة وتكون نتائج ثورته تعيين بن صالح رئيسا! ألا يحس الناس الشرفاء بأن حكاية “نقصلو” يرضى قد أصبحت واقعا.كنا نناضل من أجل تغيير النظام ككل، فأصبحنا نناضل من أجل تغيير بوتفليقة ببن صالح، أي تغيير منتهي الصلاحية بالمستهلك! لماذا هذا التتفيه لإرادة الشعب بهذه الطريقة حتى من النخب وشبه الأحزاب وشبه النواب! هل يقبل الشعب بأن يكون مصير ثورته هكذا وهو الذي لامس المجد.هل قدرنا أن يتحول كل جميل في هذه البلاد إلى كارثة؟! هل يمكن أن يقبل هذا الشعب الأبي بهذه المخارج المخزية لتحركه الطاغي؟! هل ستكون نتائج هذه الثورة هي ازدهار تجارة الأعلام في شوارع المدن ومنع زوخ والي العاصمة لوسائل النقل أيام الجمعة من العمل وخسارة 180 مليار للحفاظ على الأمن السياسي للبلد؟!ما هي الصفقة التي تكون قد أبرمت مع بقايا نظام بوتفليقة من أجل إعادة إنتاج النظام لنفسه كما حدث ذلك في 1992 و1999؟!يخطئ من يعتقد أن النظام الذي يدفع بأمثال بن صالح إلى الواجهة يمكن أن يذهب إلى انتخابات لا تجدد لنا نظام بوتفليقة من دون بوتفليقة، أو على الأصح، النظام الذي جاء ببوتفليقة وحماه من الشعب إلى حين خروج الشعب بهذه الأعداد إلى الشارع!الآن.. تصطف أشباه النخب وأشباه الأحزاب وأشباه المؤسسات الدستورية وحتى أشباه وسائل الإعلام كما حدث ذلك سنة 1979 وسنة 1992 وسنة 1999 ولا يحس هؤلاء بالحرج في إعادة إنتاج النظام لنفسه بأسوأ مما كان! والمصيبة أن وسائل التواصل الاجتماعي، التي استند عليها الشعب في تحرير نفسه، هذه الوسائل أصبحت ساحة للذباب الأزرق الذي يمجد الانحراف بثورة الشعب ويقدس المصادرين لها، إنه الإحباط المعنوي القاتل!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات