أغرب ما في الندوة الصحفية للوزير الأول بدوي ونائبه، هو جلوس رجال وزارته في الصفوف الأولى والصحافيين خلفهم! كأنهما عقدا “ندبة” صحفية وليس ندوة صحفية موجهة لموظفي الدولة وليس للصحافيين!وفي هذه أتفق مع الزميل هشام عبود عندما يقول: بأن الندوة الصحفية كانت هزيلة من الطرفين، من عقدها والصحافيون أيضا. وأتفق معه أيضا حين يقول: لو كان الصحافيون مهنيين لغادروا القاعة عند سماع نوعية الإجابة.. وأنا أقول لو كانوا صحافيين لغادروا القاعة احتجاجا على تصدر الموظفين في الوزارة الأولى للقاعة.. هذا الوضع يعكس مستوى فهم المسؤولين للصحافة والرأي العام ومستوى التعامل مع الرأي العام؟!نعم يا عبود، لا أتصور صحفيا مهنيا يقول له لعمامرة: إن الرئيس بوتفليقة سيعين بمرسوم أعضاء الندوة الوطنية المقبلة للانتقال الديمقراطي.. ولا يسأله كيف سيعينهم ولماذا يعينهم بمرسوم؟! أليس هذا تلاعب بالموضوع ؟!أو تسمع الإبراهيمي لخضر يقول: إنه لم يعينه أحد لرئاسة الندوة الوطنية المقبلة، لا رسميا ولا غير رسمي، ومع ذلك يجلس في الأوراسي ويدعو الشباب المتظاهر إلى لقائه ومحاورتهم ؟! ولا يسأله أحد بأية صفة تدعو هؤلاء إلى لقاء هذا الشباب إذا لم يتم تعيينك ؟! أم أنك أنت أيضا مثل شقيق الرئيس تعمل في الظل ومن دون تكليف رسمي ؟! فإذا كانت مؤسسات الدولة قد قبلت التحايل مع شقيق الرئيس بطريقة رسمية، وأدى هذا الأمر إلى ما أدى إليه، فهل يكرر أيضا هذا الأمر مع الحراك ؟! بواسطة شخصية غير رسمية ؟! إنها المهزلة ؟!الإبراهيمي هذا عين وزيرا للخارجية بعد وقف المسار الانتخابي في عهد بوضياف، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران على خلفية أنها كانت تدعم الإرهاب في الجزائر. وكان السفير عبد القادر حجار هو السفير في إيران وفقد وزنه بهذا القرار ولم يعينه في سفارة أخرى.. فقام حجار بكتابة رسالة في شتم وثلب الوزير الإبراهيمي: وقرأها على جمع من المسؤولين في غداء كسكسي في الجزائر، وكان بين الحاضرين بوتفليقة، وعندما أنهى حجار قراءة الرسالة المثلبة في عرض الخضر الإبراهيمي، طلب من بوتفليقة رأيه في ما سمع.. وكانت الرسالة غاية في البذاءة، فقال بوتفليقة للحاضرين ولحجار: “والله لو كنت أنا وزير الخارجية وتكتب فيّ هذا الكلام لأريتك العين الحمراء “! الآن ما أحوجنا إلى نشر رسالة حجار بعد هذا الذي يصدر عن الإبراهيمي ؟! الإبراهيمي الديبلوماسي يقول: إن الديبلوماسي قد لا يقول الحقيقة كاملة، ولكنه لا يكذب ! هذا الصحيح، لكن الصحيح أيضا أن هناك ديبلوماسيين يكذبون ولا يقولون الحقيقة إلا في بعض الأحيان ؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات