الشعب رفض عهدة خامسة جزئية مدتها سنة تتم بالانتخاب، فقام الرئيس بأخذ عهدة خامسة مفتوحة بلا انتخاب! قد تكون سنة وقد تكون 5 سنوات، وقد تكون 10 سنوات، لأن المدة مفتوحة! وهكذا تستخدم السلطة مع الشعب المثل “نقّصلو يرضى”! ولهذا من المتوقع أن يبدع الشباب في التصعيد؟!الرئيس لم يمدد لنفسه خارج الدستور فقط، بل مدد لنظامه الذي يحتج عليه الشعب في الشارع... فالوزير الأول الجديد هو وزير الداخلية الذي كان يقمع المتظاهرين ويهددهم! والشخصية المقترحة لرئاسة الندوة الوطنية شخص طاعن في السن وعمره 84 سنة ومعروف عنه أنه “تاجر مواقف” من خلال تصريحاته العديدة إثر عيادته للرئيس في العديد من الزيارات المشبوهة! وهو من المرتجعات السياسية التي رمتها السلطة في القمامة السياسية وأراد الرئيس إعادة رسكلته من جديد كما هي العادة... وهو أيضا “دوليا” عنوان للفشل الدبلوماسي... فقد فشل في حل الأزمة اللبنانية في الثمانينات، لأنه كان سعوديا أكثر من السعوديين في هذه الأزمة، وفشل في حل أزمة الأفغان وفشل في حل أزمة العراق وبعدها أزمة سوريا.. والأكيد أنه سيفشل في حل أزمة الجزائر.. لأنه لا يملك أدوات الحديث مع الشباب الجزائري لأنه منقطع عن البلد بعشرات السنين ولهذا يتحدث عن الشعب بمصطلح “الناس”!الرئيس قال عن نفسه إنه لا يستطيع الترشح للخامسة بسبب وضعه الصحي، يعترف (دستوريا دون أن يدري) بأن وضعه الصحي لا يسمح له بقيادة البلاد خارج الشرعية بالتمديد وخارج الدستور؟! وأنه من المفروض أن يتحرك المجلس الدستوري لإثبات حالة الشغور ما دام الرئيس قد اعترف بمانع المرض؟!الرئيس قال أيضا إنه لم يترشح للخامسة ولم يكن في نيته أبدا فعل ذلك.. وهنا لابد أن نسأل من وضع ملفه لدى المجلس الدستوري؟! ومن عيّن سلال مدير حملة، وأقاله وعيّن مكانه زعلان؟! ومن أنهى مهام زعلان من الوزارة؟! فإذا كان هذا حدث دون علم الرئيس، فإن التهمة الموجهة للرئيس بأنه مختطف والناس تتصرف باسمه، تصبح حقيقة، وبالتالي لا يحق له أن يقود مرحلة انتقالية كرئيس؟!الرئيس يقول في رسالته الأخيرة: “لا محل لعهدة خامسة، بل إنني لم أنو قط الإقدام على طلبها، حيث حالتي الصحية وسني لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري”! فإذا كان هذا الكلام صحيحا فنحن نسأل: من كتب رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إيداع ملفه لدى المجلس الدستوري، ولماذا هي موجودة في موقع رئاسة الجمهورية؟! ومن كتب الرسالة الموجهة للنساء في عيد 8 ماي، والرسالة للعمال في 24 فيفري، والموجودتين في موقع رئاسة الجمهورية وتتحدثان عن العهدة الخامسة؟!المصيبة أنه ليس الرئيس الذي لم يعد باستطاعته قيادة البلاد، بل أن الرئاسة نفسها لم يعد فيها من يمكن أن يعوّل عليه في دراسة الملفات واتخاذ القرارات الصحيحة؟!الرسالة الأخيرة للرئيس أدخلت البلاد في نفق مظلم ونتائجها على الأمن العام ستكون كارثية، وقد تضطر السلطة إلى اتخاذ قرارات أشد ألما من رحيل النظام كلية بطريقة سلمية... والمصيبة أن إعلام البؤس العام والخاص نقل احتفالات الشعب بهذه المهازل التي جاءت بعد رسالة الانسحاب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات