طوال عملي في بلاط صاحبة الجلالة 50 سنة، زرت القارات الخمس... وزرت كل الدول العربية، لكنني لم أزر في حياتي المهنية ولا مرة مصر والعربية السعودية... لكن عندما سمعت تصريحات الرئيس المصري الأخيرة وحكام السعودية بخصوص الحراك أو الثورة الشعبية الهادئة في الجزائر، أحسست بالحاجة الأكيدة إلى زيارة هذين البلدين، لأطلع على كثب على نوعية الشعبين المصري والسعودي اللذين يقبلان بحكم السيسي وبن سلمان. الصورة التي كونتها عن الشعب المصري هي الصورة التي وصلتني من خلال الإعلام المصري... وما كان يكتبه الأستاذ حسنين هيكل وأنيس منصور وبهاء الدين وأمين العالم، وما كان يكتبه في الثقافة أمثال طه حسين والعقاد وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم، وفي المدة الأخيرة اهتزت في ذهني هذه الصورة خاصة في الإعلام، عندما رأيت “سبوط” إشهاري للرئيس السيسي في التلفزة المصرية يصور الرئيس السيسي مع شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو فوق كرسي متحرك.. والرئيس السيسي يغمره بعطفه ويكتب على “السبوط”.. الرئيس الإنسان! وهي بالفعل لحظات ظهر فيها السيسي إنسانا لمدة لحظات، كما يقول معدو “السبوط”، لكن السيسي خارج هذه اللحظات التي ظهر فيها كإنسان، هو في بقية الوقت غير ذلك! حتى لا أقول كلاما آخر يضعني تحت طائلة القانون! أقول هذا لأنني عندما سمعت السيسي يقول إن الشعب الجزائري الذي يتظاهر ضد بوتفليقة سيندم، قلت لعل السيسي قال هذا الكلام وهو في لحظة الإنسان الذي يتحدث عنها “السبوط” الإشهاري السياسي! لهذا وددت زيارة مصر لأعرف عن كثب ما فعل السيسي بالإعلام المصري الذي كان إلى عهد قريب قدوتنا.. وكذلك ما فعل بالساسة والسياسيين. أما ما قالته السعودية بخصوص ضمان الحكومة الجزائرية لحق الشعب الجزائري في التظاهر السلمي! فأصدقكم القول أنني اشتقت لزيارة السعودية في عهد بن سلمان، لأنني أطمع في مصير الصحفي الصديق خشقجي، لأن الإرهاب الذي غذته السعودية في الجزائر في التسعينات من القرن الماضي قد عافني! ولهذا أريد زيارة السعودية ومعي منشار حديده من الحجار!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات