لامني بعض القراء عندما كتبت قبل 10 سنوات في هذا الركن بأن الرئيس بوتفليقة سيفعل بالجزائر ما فعل بوكاسا بإفريقيا الوسطى.. وأعترف هنا بأنني كنت مخطئا! فحال بوكاسا في إفريقيا الوسطى أحسن من حالنا اليوم ونحن نشاهد هذه المهازل في الرئاسيات المضحكة! مترشح يترشح مكان مترشح آخر! وحالته المضحكة أحسن حالا من حالة الرئيس المترشح لعهدة خامسة، ويضع ملفه لدى المجلس الدستوري مدير حملته، لأن الرئيس الذي في صحة جيدة لا تسمح له صحته بأن يحضر إلى المجلس الدستوري بنفسه؟! ومعنى هذا الكلام أن زعلان ترشح مكان الرئيس مثلما ترشح نكاز مكان نكاز آخر.. ما الفرق بينهما؟!الأسوأ من هذا كله أن مدير الحملة زعلان تقمص دور رئيس الجمهورية، وقرأ رسالة له تخلط بين دور رئيس الجمهورية الممارس، ورئيس الجمهورية المرشح، بحيث أجاب رئيس الجمهورية الممارس المواطنين المتظاهرين بلسان مدير حملته ووعدهم بإصلاحات دستورية وقانونية، وقال كلاما لا يمكن أن يفوّض غيره دستوريا لقوله باسم السلطة، فما بالك أن يقوله باسم الحملة الانتخابية؟!تصوروا الشعب يتظاهر في الشارع ويطلب من الرئيس أن لا يترشح.. والرئيس يقول للشعب إنني فهمت صراخكم وسأترشح لتنفيذ ما تطالبون به! الشعب انتخب وطالب برحيل الرئيس ورجاله، وهو يقول لهم فهمتكم، فانتخبوا عليّ كي أرحل بعد سنة؟! الشارع انتخب ضده بمسيرات مليونية وهو يطالب بأن ينتخبه؟! هل الشعب أصابه الجنون أن يتظاهر في الشارع ضده وينتخبه في الرئاسيات بالصندوق؟هل يعقل أن الرئيس وحاشيته وصل بهما فهم ما يطلبه الشعب إلى هذا الحد؟!قارنوا ترشح الرئيس سنة 1999 وقارنوا ترشحه اليوم؟! بالأمس ترشح ضد الفرسان الستة المنسحبين، واليوم يترشح ضد مجموعة من النصابين والمحتالين (السياسيين)، وصل بهم الحال إلى النصب حتى على المجلس الدستوري؟!البلد يعيش أزمة مالية، والرئيس ورجاله (الأشاوس) يقترحون على الشعب الجزائري تنظيم رئاسيات مهزلة لانتخاب رئيس بأصوات هزيلة لمدة 5 سنوات، ويقوم هو بالتعهد بأن يحكم سنة فقط ويتنازل عن 4 سنوات، نزولا عند رغبة الشعب، وينظم رئاسيات أخرى بعد سنة؟! أي عبث هذا، أو أي إضاعة للمال والجهد والوقت في بلد يغلي بسبب سوء التسيير السياسي والاقتصادي؟! لماذا تنظيم رئاسيتين في ظرف سنة؟! لماذا لا نؤجلها وننظم واحدة في ظرف 6 أشهر؟!إن ما يقترحه الرئيس هو إنشاء هيئة انتخابية مستقلة عوض هيئة دربال.. ولم يتساءل أحد لماذا التف هؤلاء على هذا المطلب قبل 3 سنوات، وأنشأوا الهيئة الدستورية الحالية ويريدون التخلي عنها الآن؟! لماذا هذا التحايل والتسويف؟!لو كان محيط الرئيس جديا فيما اقترحه في الرسالة التي قرئت باسم الرئيس، لقاموا بتطبيق ما يعدون بتطبيقه بعد سنة الآن.. تأجيل الرئاسيات وإنشاء حكومة إنقاذ وطني والدعوة لندوة وطنية تضع الدستور وتنظم انتخابات عامة هو الحل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات