أول خرجة إعلامية لمدير حملة الرئيس المترشح كانت لفضائية جزائرية أجنبية في باريس، هي فضائية هشام عبود... وقد حرص سلال على أن تقول القناة إن الأمر تم بطلب منها! وربما حرصت القناة على ذكر ذلك حتى لا تتهم بأنها قناة السلطة! وأشهد أن الأسئلة التي طرحت على سلال من طرف الصحفي كانت في عمومها مهنية، ولكن الصحفي لم يكن مهنيا، وظهر الفرق المهني، بين مهنية معد الأسئلة وبين لامهنية مقدمها للضيف سلال!وواضح أن سلال لم يطلع على أسئلة القناة قبل طرحها... وهو ما ظهر من خلال سلسلة الارتباكات في الإجابة على هذه الأسئلة التي كانت في عمومها محرجة له!كل من شاهد الحوار تساءل: كيف لبوتفليقة الذي كان يعيب على المرحوم الشاذلي ضعفه في الحديث إلى الشعب والرأي العام والإعلام، كيف له أن يقبل بأن يمثله في الحملة شخص أسوأ من الشاذلي في التأتأة وعدم القدرة على إيصال ما يريد قوله إلى الرأي العام؟!ومن مضحكات ما قاله سلال في هذا الحديث الأعجوبة الإعلامية في الاتصال، أن الرئيس ذهب إلى جنيف لأنه مطمئن بأن البلاد تسير عاديا في غيابه! والحال أن رؤساء الدول عندما يكونون في زيارات للخارج وتحدث في بلدانهم اضطرابات كالتي حدثت وتحدث في الجزائر، يقطعون زياراتهم ويعودون إلى بلدانهم!اللافت أيضا أن سلال قال في هذا الحوار الأعجوبة الإعلامية، إن تمزيق صورة الرئيس في المظاهرات هو عقوق الوالدين! وأن الشعب المتظاهر مجنون وسيعود إلى رشده وينتخب الرئيس؟! وأنه بإمكانه إخراج الملايين في مظاهرات مؤيدة للرئيس، ولكنه لم يفعل حفاظا على البلد وسمعة البلد؟!الأغرب مما جاء في حديث سلال هو أن أول خرجة إعلامية له باسم الرئيس كانت لقناة أجنبية جزائرية في الخارج، يديرها وينشطها ثلاثة فارين من العدالة؟وفي هذه نعترف لسلال بذكائه الإعلامي، حين تفطن بأن رسالته الإعلامية للرأي العام تمر عبر صحافيين فارين من العدالة، أفضل من أن تمر عبر قنوات التلفزيون الوطني، أو حتى القنوات الأجنبية الجزائرية البائسة في الجزائر؟! إعلام وطني هذا وضعه هو الذي يعول عليه سلال في تغيير رأي مئات الآلاف من الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات يوم الجمعة الماضية، وهذا حسب تقديرات مصالح الأمن الجزائرية في مختلف الولايات؟!هل فهمتم الآن لماذا يستخدم سلال في حملته الانتخابية “كاسكروط” الكاشير عوض الإعلام الوطني! فعل هذا في القاعة البيضاوية وفعل ذلك في أدرار... ولهذا طرده في أدرار الشباب المضاد لممارسة السياسة بالكاشير[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات