عادة لا أقرأ الصحف الصادرة يوم الجمعة، لأنه يوم مخصص عندي لتذكير نفسي “بطقوس الموت”، كما ورد في عمود الأستاذ سعد الصادر يوم الجمعة 15 فبراير الجاري بعنوان “وسطية أبي جرّة”. ولأنه صدر يوم الجمعة، فقد فاتتني قراءته يوم صدوره، ولكنّي اطّلعت عليه بفضل نشطاء وافوني به يوم السّبت، وقد أسعدني أنْ يذكّرني الأستاذ سعد باختصاصي في طقوس الموت والرّثاء، وبمروري على وزارة السّردين، وذكر شيئا لم أكن أعرفه، وهو هروب الحوت من شواطئ الجزائر لما سمع أنّ راق قديم صار وزيرا للسّردين، فنجا لحم “الحرّاڤة” من نهش الحيتان في زمني!كما تكرّم كاتب العمود اليومي بترشيحي للعودة إلى “وزارة السّردين” في الحكومة المقبلة لسببين: أنني، في نظره، أفيد السّلطة سياسيا في اختصاص “طقوس الموت والرّثاء”. وأنّ الحوت سوف يفرّ من البحر فلا ينهش جثامين الذين يلقون بأنفسهم في البحر هربا من البؤس! ولأني أقرأ للأستاذ سعد منذ مدة طويلة، وأعرف قدرته على انتقاء الألفاظ بكلّ عناية ودقّة ورشاقة وجمال، فإنّي أعذره إذا هاجمني بألفاظ نابية لا يلجأ إلى توظيفها أمثاله إلاّ إذا أراد أن يصيب هدفا بنيران صديقة، لذلك سأكتفي بتصويب ما ورد في مقاله من معطيات عمرها خمسة وثلاثون عاما، ظنّا منّي أنه لم يشهدها، بل هي خبر آحاد.1 - أطروحتي كانت في الشّعر الجاهلي وليست في الأدب العربي. والفرق واسع.2 - لجنة المناقشة كانت مُشكّلة من ثلاثة جهابذة في التخصّص (جزائري، وسوري، وفلسطيني)، ولم يكن من بينهم عراقيّ ولا مصري..3 - ليس صحيحا أنّني صدّرت أطروحتي بآية الحكم بما أنزل الله، وإنما استهللتها بقوله تعالى: “قلْ إنّ الموتّ الذي تفِرُّون منه فإنّه مُلاقيكم”، لأنّ موضوع الأطروحة الموت.4 - حضر مناقشة الرّسالة زهاء 700 مُهتم، وتابعوا دقائق ما جرى، على مدار تسع ساعات (من التّاسعة صباحا إلى السّادسة مساء) دون توقّف، والحمد لله أنّ أغلب الحضور مازالوا على قيد الحياة، منهم زملائي بكليّة الآداب وأغلبهم أعضاء في اتحاد الكتّاب، لم يسمع أحد منهم ما ورد في مقالك.5 - لم يصدر من أيّ عضو في اللجنة ما نسبتموه إلى المدعو د. عطيّة إبراهيم العراقي بانتهاري بالقول: “أنتَ والعلم خطّان متوازيان..”. فالحال غير ذلك يا سعد.ليس ردّا ولكنه توضيح لمسألة تاريخيّة لا بدّ أن توضع في نصابها، أما ما سواها من الهمز الشّخصي فقلمك قد يشفع لك عند القرّاء، ولكنه لا يجديك إذا لم تتعلّم طقوس الموت. وعلى كل حال أشكرك على أنك ذكّرتني بما أفتخر به، وهي سنوات الجامعة، لما كانت صفة “أستاذ” فخرًا لحاملها، حتّى لو كان والعلمُ خطّيْن متوازييْن.
❊ “الخطأ” الذي صححته لي ليس خطئي أنا، بل هو خطأ الدكتور إحسان النص، وزير الثقافة السوري الأسبق، الذي علمنا في جامعة الجزائر سنة 1968 بأن الشعر الجاهلي هو جزء من الأدب الجاهلي، وهو بدوره جزء من الأدب العربي، مثل الأدب الأندلسي الذي يعد الشعر الأندلسي جزءا منه أيضا.. تماما مثل أدب المهجر وشعر المهجر... فالأدب العربي شيء أعم، وشكرا لك على تصحيح الصواب بالخطأ!الباقي لا أناقشك فيه حتى لا أزيد متاعبي عند عذاب القبر؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات