أبو جرة سلطاني أنشأ جمعية الوسطية ليس لممارسة الوسطية السياسية ولو بالرقية، بل أنشأها ليعطي لنفسه منبرا يساوم به السلطة كبديل محتمل لقيادة حمس التي تساوم هي أيضا السلطة بطريقتها الخاصة! لهذا راح أبو جرة يداعب السلطة بإمكانية الانضمام إلى التحالف الرئاسي بجمعية الوسطية، وهو يستهدف بذلك استقطاع نصيب من الانتهازيين في حمس لإنجاز هذه المهمة!المصيبة أن السلطة تحبذ التعامل مع هذه النماذج البشرية التي تبيع مواقفها علنا ودون حرج. أبو جرة يفيد السلطة سياسيا لأنه مختص في طقوس الموت والرثاء! فقد أعد أطروحته في الأدب العربي في جامعة قسنطينة في موضوع الموت والرثاء في الأدب الجاهلي، وقد ناقشه في ذلك الدكتور العراقي عطية ابراهيم!ومن طرائف أبي جرة أنه بدأ مقدمة أطروحته في موضوع الموت والرثاء في الأدب الجاهلي بالقول ”ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”! وهو ما جعل الدكتور عطية ابراهيم ينفجر في وجهه ”أنت والعلم خطان متوازيان، إذ كيف تحكم على أناس في الجاهلية بأمور سماوية لم تنزل بعد؟!”.لذلك عندما عُيّن وزيرا للسردين قيل وقتها بأن السردين مات بالضحك وقرر أن يهجر الشواطئ الجزائرية، وقيل بأن هناك حروبا سمكية نشبت بين أسراب السردين، وهي عادة الحروب التي تنشب من حين لآخر بين الأسماك وتؤدي إلى هجرة الأسماك من الشواطئ التي تنشب فيها هذه الحروب.اليوم يقال بأن الأسماك قد وجدت في شواطئ الجزائر لحما طريا من أجساد الشباب الذي يرمي نفسه في البحر، وأن قطعان الأسماك تحولت إلى ذئاب ناهشة لأجساد البشر، وتحتاج إلى الجمعية الوسطية لأبي جرة كي تعود إلى طبيعتها السمكية، ولهذا فهو المؤهل لتولي وزير السمك في الحكومة القادمة!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات