لا يحتاج المتتبع للوضع السياسي في الجزائر إلى كبير عناء لمعرفة أن البلاد تواجه صعوبات بالغة الخطورة هذه المرة، تختلف عن سابقاتها من المراحل.هناك تحالف جدي بين الرداءة السياسية والفساد، يوهم الرأي العام الوطني والدولي بأن الفساد السياسي والرداءة في تسيير البلاد أصبح لهما شعبية طاغية في البلاد، وأن الشعب لا خيار له أمام هذا الواقع إلا الإذعان وقبول الأمر الواقع.ليس من الصدفة أن قطعان الفساد في مؤسسات الدولة في العصابات السياسية التي تسمى أحزابا، قد تحالفت وكشرت عن أنيابها في عزمها على إبعاد كل عقل يمكن أن يفكر في حلول تجنب البلاد ويلات أكيدة الحدوث، إذا ما استبد المستبدون بما هم مقبلون عليه.هناك تحالف مريع بين الفساد السياسي في الأحزاب الانتفاعية الزبائنية الانتهازية، وبين نظرائهم في مؤسسات الدولة مع تجاوب غريب لهذا التحالف من طرف وسائل إعلام الفساد الخاصة والعامة... وأبانت هذه الوسائل عن رداءة ولامهنية في الأداء الإعلامي يوحي بالتسابق بينهما في الانتفاع من عطاءات المال الفاسد من أحزاب الفساد، ومن أموال الدولة دون حسيب ولا رقيب... من أجل إنجاز شهادة زور كاملة الأركان، على أن الفساد السياسي والرداءة هما القوة السياسية الوحيدة المنظمة في البلاد.بالتأكيد أن النظام بأذرعه السياسية والإدارية والإعلامية والأمنية سينجز انتخابات كما يريدها ويمرر ما هو قادم على تمريره.. لكن الأكيد أيضا أن الشعب الجزائري سيبحث عن حلول لهذا الأمر الواقع، وستتم قطيعة كاملة بين الشعب والسلطة غير مسبوقة هذه المرة، ولن ينفع في ذلك التضليل والتزوير، ولا حتى الالتفاف على مطالب الشعب الحقيقية، كالدعوة إلى تنظيم ندوة وطنية بعد الرئاسيات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات