كتب إليّ مواطن من تمنراست يطلب مني أن أقترح على “الرئيس القادم للجمهورية بأن يكون وزيرا للتعليم العالي والتربية عوض وزير للدفاع كما جرت العادة... لأن وزارة التعليم العالي أهم من وزارة الدفاع في تطوير البلاد وتنميتها!”.أنت على حق يا أخي نعمان المختار من تمنراست في ما ذهبت إليه..!عندما كان رئيس الجمهورية في السبعينات والستينات خريج جامعة الأزهر وعين شمس، كانت ميزانية وزارة التربية الوطنية تشكل 40% من ميزانية الدولة، رغم أن الرئيس يرأس وزارة الدفاع أيضا... وكانت ميزانية الدفاع لا تتعدى 15% من ميزانية الدولة... وليس كما هي الآن تمثل 35% من ميزانية الدولة.كان الجيش الوطني الشعبي يبني القرى للفلاحين ويشجّر السهوب ويفتح الطرق... ويحمي بفعالية عالية أمن وحدود الوطن، لأن الجبهة الداخلية الشعبية ملتحمة مع الجيش الذي كانت قيادته منحازة إلى الشعب وإلى الضعفاء من العمال والفلاحين.أنا شخصيا زرت تمنراست سنة 1970 عندما كانت الطريق إليها “بيست” من عين صالح إلى تمنراست، وبعد ذلك بسبع سنوات زرت تمنراست عبر الطريق المعبّد الذي فتحه الجيش الوطني الشعبي بالخدمة الوطنية،وإن كنت أنسى، فلن أنسى شباب الخدمة الوطنية الذي قهر جبال “آراك” بين تمنراست وعين صالح، وفتح طريق الوحدة الإفريقية في جحيم الصحراء صيفا، وبردها القارص شتاء!لو وصل إلى الحكم رئيس بفضل وزارة التعليم العالي وليس وزارة الدفاع، فلن تجد يا أخي نعمان أمثال بن غبريت وغول وعمار بن يونس وبوشارب في الواجهة السياسية للرئيس، يرتكبون باسمه المناكر السياسية!آه.. لو كنت أستطيع أن أكتب كل ما أفكر فيه في هذا المجال!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات