منذ أيام منعت نفسي من التعليقات على كل ما يقوله معاذ بوشارب وأويحيى، لأن مستوى أدائهما السياسي أصبح دون المستوى المطلوب لممارسة أي تعليق مفيد على ما يقولون، لكن التصريحات الأخيرة للرجلين حملت من الاستفزازات اللفظية ما يجعل السكوت عما يقولان تواطؤا.1 - هل يعقل أن الرئيس بوتفليقة الذي يقال إنه انتخب بطريقة شرعية في الرئاسيات الأخيرة كمترشح حر، هل يعقل أن يقبل بأن يرشحه حزب قيادته غير شرعية، المكتب السياسي مجمّد واللجنة المركزية مجمّدة، والحزب تسيّره لجنة معينة! هل يتشرف الرئيس أن يرشحه أناس غير شرعيين في حزبهم؟! من يعطي الشرعية للآخر في هذه الحالة، ومن يتمسّح بتلابيب الآخر؟!2 - لكن ما قاله أويحيى وهو يطلب من الرئيس الترشح ينسينا مهزلة غير الشرعيين في الأفالان ويدعون إعطاء الشرعية للرئيس بالترشح ويجمعون له التوقيعات، وهو لم يترشح بعد، كدلالة على الإمعان في المساس بشرعيته! كلام أويحيى فيه بله سياسي لا غبار عليه، فالرجل “شاتي اللبن ويخفي الطاس خلفه”! من جهة يرشح الرئيس لعهدة خامسة، ومن جهة أخرى يتهمه صراحة بأنه زوّر الانتخابات في تجديد مجلس الأمة الأخير، عندما يقول أويحيى: “إن الانحرافات التي عشناها مؤخرا لن تجعلنا نحيد عن التزاماتنا بخدمة البلاد وكذا الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية”.. معنى هذا الكلام من أويحيى أن رجال الرئيس هم من زوروا الانتخابات الأخيرة ضد الأرندي، أي أن رجال الرئيس في الرئاسة والإدارة هم من زوروا ضد أويحيى، ومع ذلك يبقى وفيا للرئيس! والحال أنه يقصد بقاءه وفيا للرئيس الذي يتركه في منصبه، وقد قالها صراحة إنه مع الاستمرارية للحفاظ على المكاسب، وهو في هذه لا يختلف عن بن حمو، عندما يبيع “الشيتة” للرئيس بالمنافع! إذا كان الوزير الأول تزوّر ضده الإدارة، كما يقول أويحيى، فمن هو المسؤول عن هذه الإدارة؟ هل أويحيى بهذه يتهم الرئيس، أم يتهم نفسه، باعتباره من رجالات الرئيس ومسؤولا عن الإدارة ؟! شيء آخر يدعم الضياع السياسي الذي ظهر به أويحيى في الآونة الأخيرة، وهو فتح النار على مولود حمروش، على أساس أنه من رجالات الرئيس الشاذلي، والسبب ليس لأن مولود حمروش قال إن الدولة تتهالك، بل لأن أويحيى عرف بأن هناك بعض الأوساط في السلطة تدفع بعدم ترشح الرئيس بوتفليقة، وتدفع بأن يكون حمروش هو مرشح السلطة البديل، ولهذا فتح أويحيى النار على حمروش!تعبير “الشمعة التي ظهرت في الظلام”، الذي جاء به أويحيى، يدل على أن المعني يدعو إلى ترشح الرئيس لقطع الطريق عن رجل من رجالات الشاذلي الذي يقلقه بقاؤه في مسار السباق إلى الرئاسيات، إذا لم يترشح بوتفليقة.. وتعبير الشمعة، بالفعل تعبير دقيق، أم ركام الظلام الذي يدعو إلى عدم ترشح بوتفليقة واختيار بديل يكون أكبر من شمعة لتبديد الظلام الدامس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات