أخبرني أحد العارفين بخبايا الأمور في سلطة التحايل والنصب السياسي على المواطنين، أن الجماعة إياهم يحضرون ”خرجة” سياسية لم تحصل في العالم أبدا. فهم يحضرون لإعلان العهدة الخامسة على أنها إرادة سياسية نازلة عليهم من السماء! وقد أحضروا إلى الجزائر العاصمة ناقة ”أدماء” تشبه ناقة الرسول، ويقومون بتدريبها يوميا على السير بين شاطئ الصابلات والمسجد الأعظم، يعقرون الناقة في الصابلات ويقومون بوضع علقها في مداخل المسجد الأعظم، ويجوعونها ثم يسوقونها إلى العلف في المسجد المذكور ويتكرر ذلك عدة مرات في الأسبوع لتتدرب الناقة على الطريق والبحث عن العلف.! وعندما يأتي اليوم المشهود يطلقونها ويتبعونها، وهم يرددون ”دعوها إنها مأمورة، بتأييد عبد العزيز باقي المسجد الأعظم، وهذه كرامة من كرامات السماء في الاستجابة بالكرامات في أوليائه الصالحين الذين يحكمون الأرض!هذه الصورة الكاريكاتورية للممارسة السياسة بالخزعبلات والخرافات كانت موجودة منذ ربع قرن، حين كتب الدجالون السياسيون في سماء ملعب 5 جويلية بالليزر على السحاب اسم لفظ الجلالة، وراحت الجموع تهلل وتكبر لهذه المعجزة الإلهية التي جعلت ”الله” جل جلاله يتجلى في سماء الجزائر، داعما لعباده الصالحين الذين أصبحوا مؤهلين سياسيا ودينيا لخلافة النظام الفاسد الذي بنى المركب الذي يجتمعون فيه!النظام في الجزائر فعلا تدروش حتى صار بلا عقل، فقد جعل الزوايا تحل محل الأحزاب، وأصبحت هي القوة السياسية الأولى في البلاد. وطوّر من أساليب الاحتيال والنصب السياسي على الشعب بواسطة بعض وسائل الإعلام التافهة التي استبدلت الشعب العادي الغارق في آلامه وهمومه شعب من الشياطين والجن وجعلت الشعب يناضل ضدهم بواسطة الإعلام وشيوخ الضمياطي.في المستقبل ستزور الانتخابات بطرق أخرى مبتكرة في عمليات التزوير ومنها النوق المأمورة وبعدها سنسمع أن الرئيس جاءه أمر الترشح من السماء وأن السماء متزودة بملائكة مسومين يصوتون لصالحه.! وليس في حاجة إلى الشعب الذي يصوت عليه.! وأن السماء هي التي ستزوّر للرئيس وليس رجال الإدارة والأمن... إنها فعلا خطة جديدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات