هل من الصدفة أن مركز الحجار في عنابة توقف عن الإنتاج في الصائفة الماضية، لأن المياه الصالحة لتسيير لم تعد تكفي! وهل من الصدفة أيضا أن هذا المصنع يتوقف اليوم عن العمل لأن مياه الأمطار أغرقته بالسيول والأوحال!في الصيف يوقف الجفاف المركب، وفي الشتاء توقفه السيول والأوحال! والناس في الحكومة والوزارة وفي إدارة المصنع وفي الولاية والنقابة جميعهم يتحدثون عن الجدية والفعالية في تسيير مثل هذه المركبات الضخمة!90% من مدن الجزائر مهددة بالفيضانات والأوحال مثل عنابة، لأن الهملة العمرانية التي عرفتها البلاد أدت إلى بناء مساكن وعمارات في المجاري المائية الطبيعية مثل الوديان والشعاب! وكلنا يتذكر ما حدث في غرداية قبل سنوات وما حدث في مدن أخرى مشابهة.مدينة مثل عنابة الجميلة تحوّلها السيول والأوحال إلى بركة وتشل فيها الحياة العادية.. وتدمر فيها أرزاق وممتلكات، وتسجل القضية ضد مجهول... وقضاء وقدرا مثل الكوارث الطبيعية الأخرى كالزلازل! والحال أن الإنسان هو الذي تسبب في هذه الكارثة... وخاصة الإنسان المسؤول على مستوى الحكومة والوزارة والولاية!هؤلاء باعوا مركب الحجار إلى الهنود بالدينار الرمزي عندما عجزوا عن تسيير عمالة في سنوات القحط المالي... وعندما أمطرهم حاسي مسعود بفائض عائدات البترول، عادوا فاشتروا هذا المصنع من الهنود بملايير الدولارات! ولا أحد سأل هؤلاء لماذا بيع المصنع بالدينار الرمزي، ولماذا يشترى الآن بالملايير؟! تماما مثلما لا يسأل أحد هؤلاء اليوم لماذا يغرق المصنع في الأوحال والسيول في الشتاء، ويتوقف عن الإنتاج في الصيف بسبب الجفاف وقلة المياه!صحيح أنه عندما تكون عندنا حكومة لا تعاني من السفه الذي يتطلب الحجر عليها، عندها سنتحدث عن محاسبة الناس على مثل هذه المناكر التي تحدث في تسيير الشأن العام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات