ستكون الرئاسيات القادمة، إذا جرت، مضحكة وطنية أكبر من مضحكة تعيين علي الغسال دايا للجزائر قبل 200 سنة من طرف الإنكشارية! وأدت المضحكة إلى ما حدث في 1830 في سيدي فرج!لم يكن يتصور أي واحد أن تصل حال الانتخابات الرئاسية إلى هذا المستوى من الانحطاط على مستوى الترشيحات، يزهد في الترشح كل قادر ويتقدم إلى ذلك كل عابث أو جاهل!في التشريعيات الأخيرة ترشحت للنيابة عاملة نظافة في محافظة الحزب لإكمال القائمة، وجدت نفسها نائبا في البرلمان! واليوم تترشح للرئاسيات عاملة نظافة من البويرة قالت إنها تريد تنظيف الرئاسة!في الثمانينات، شاهد الشاذلي بن جديد في مكتبه “ڤرلو” يسير على سجاد مكتبه وهو يستقبل ضيفا أجنبيا، فانتفض وأراد طرد المرحوم العربي بلخير من رئاسة الجمهورية، لأنه لم يقم بمهام نظافة الرئاسة كما يجب! فكيف ستتعامل عاملة النظافة المرشحة هذه إذا وصلت إلى الرئاسة ووجدت عاملات النظافة لا يقمن بمهامهن؟!مضحكة الرئاسيات من خلال نوعية المترشحين المعلن عنهم حتى الآن، تشبه المضحكة المصرية عند ترشح مرسي للرئاسيات المصرية، حيث ترشح معه في ظرف أسبوع أكثر من 800 مترشح، منهم رجل أمي لا يعرف حتى الحروف الهجائية، وعندما سئل عن الطريقة التي سيسير بها الرئاسة وهو لا يعرف القراءة والكتابة، أجابهم بكل بساطة بأن تسيير الرئاسة أسهل من تسيير كشك فول وطعمية! وقال إنه سيعين وزيرا للاقتصاد دكتورا ويحيطه بدكاترة في الوزارة وفي الرئاسة، ويفعل ذلك في التعليم والصناعة والزراعة وكل مناحي الحياة، وهو يبصم فقط!الرئاسيات الجارية هذه الأيام وقائعها تدل على أن نسبة المقاطعين ستكون عالية وتكون غير مسبوقة.. وعندما تتحول المؤسسات الرئيسية الدستورية إلى لجان مساندة مثل الأسلاك النظامية، فذاك يعني أن البلاد تجاوزت مرحلة الأزمة إلى مرحلة التفكك.لا يمكن أن يتصور متصور مهما كان خياله أن يصل الاستهزاء بانتخاب رئيس لأهم مؤسسة في البلاد إلى هذا المستوى من الهوان واللامسؤولية.إنها فعلا محنة وطنية... تتجاوز في آثارها المدمرة حجم الكوارث الكبرى؟!كل ما يجري الآن في موضوع الرئاسيات يدعو الشعب إلى رفع منسوب المقاطعة لتصبح المقاطعة هي الحل الجذري لما يحدث في البلاد من مهازل[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات