السلطة والمعارضة مجتمعتين تمثلان 10% من عموم الناخبين الجزائريين! والمعارضة الممثلة في البرلمان تمثل نسبة 10% من مجموع الـ10% التي يمثلها الشعب في البرلمان، ولهذا السبب السلطة ليست في حاجة للحديث مع المعارضة، لأنها لا تمثل شيئا، ونسبة 1 % من الناخبين الذين تمثلهم المعارضة حصلت عليها المعارضة بالكوطة وليس بالانتخاب.الشعب ليس مع السلطة، ولكنه أيضا ليس مع المعارضة! وفي هذه الحالة، فالشعب مايزال يبحث عن الحزب الذي ينضوي تحت لوائه ولم يجده! أو أنه مايزال يدين بالولاء للفيس المحل. السلطة إذن على حق عندما لا ترى حاجة للتحاور مع المعارضة التي لا تمثل الشعب، فهي (أي سلطة) تبحث عن معارضة تجلب لها الشعب، وهذه المعارضة غير موجودة الآن في صفوف الأحزاب المعارضة للسلطة في الواقع، والمتفقة معها في الخفاء، فالشعب رافض للجميع ويبحث عن بديل جدي! كل الناس لاحظوا أن السلطة اهتزت لاجتماع المعارضة في مازفران قبل سنوات، وسعت الى تشتيت شملها بكل الوسائل، ليس لأن المعارضة قوية في مازفران، بل لأن الفيس حضر هذا الاجتماع! ومعنى هذا الكلام أن السلطة من تزال تعترف بأن الحزب القوي في الميدان هو الفيس ولا حزب غيره، صحيح أن السلطة لم تسمح للأحزاب بأن تكبر سياسيا وتملأ الفراغ الذي تركه الفيس، لكن الصحيح أيضا أن الشعب ليس مع السلطة وليس مع المعارضة المدجنة!لهذا يمكن أن تقدم السلطة على الحديث مباشرة مع بقايا الفيس بجلب الشعب إلى طاولة الحوار في البحث عن حل، وهي هنا ليست في حاجة إلى الحزيبات المفبركة على أنقاض الفيس المحل. الطابع الذي يجمع المعارضة بالسلطة هو ظاهرة الانتهازية والرداءة والفساد الذي يطبع السلطة والمعارضة بنسب تكاد تكون متساوية.كيف لمعارضة تدعي تمثيل الشعب أن تذهب إلى تمديد حكم الرئيس بوتفليقة سنة أو سنتين لقطع الطريق عن العهدة الخامسة! والحال أن التمديد خرق صريح للمادة (102) من الدستور التي لا يمكن المساس بها، سواء بالحل أو التمديد! ثم كيف يرفض الجيش والإسلاميون والـ (DRS)التمديد لسنة فقط ويقبلون بالعهدة الخامسة؟! مثل هذا الكلام لا يقوله حتى خريج مستشفى فرانس فانون بالبليدة! فحماس تستحق ما حصل لها لأنها توخز الداب وتحتمي بالبردعة؟!كل الناس يعرفون أن الأفالان تم تحييدها كآلة تزوير للانتخابات، بفعل العبث الذي حصل على مستوى قيادتها، واليوم تدفع حمس الثمن نفسه، لأنها حاولت اللعب في منطقة 6 أمتار للسلطة، أي أرادت أن تساهم في صناعة الرئيس، والمثل يقول: “الفار القافز من سهم القط”!هذا ما بقي للجزائر في آخر الزمان، أن يقوم انتهازيو حمس بتعيين القائد الأعلى للجيش ورئيس الجمهورية.. إنها إحدى النكت البايخة في آخر الزمان[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات