أحد العارفين بخبايا الأمور في سرايا الحكم قال لي: “إن السلطة الفعلية وواجهتها السياسية في الرئاسة اتفقتا على إلهاء الأحزاب شبه المعارضة، ومن خلالهم الطامحين إلى كرسي الرئاسة، فأطلقتا حكاية التمديد والندوة الوطنية وتغيير الدستور كي ينشغل الناس بهذا “العظم” ولا ينصرفون إلى التفكير في التكتل والتجمع حول شخصية واحدة يمكن أن تكون خطرا على مرشح السلطة سواء كان عهدة خامسة أو مرشحا آخر!”.الآن كل شيء غامض وأعين الناس شاخصة إلى 17 جانفي القادم.. هل يقوم الرئيس باستدعاء الهيئة الناخبة أم لا؟! وبعدها ستشخص الأبصار نحو شهر فيفري، حيث نهاية فترة الترشح، هل يترشح الرئيس أم لا؟! ومن سيترشح مكانه كممثل للسلطة في حالة ما إذا لم يترشح الرئيس؟! ومعنى هذا الكلام أن الغموض مسألة مقصودة من السلطة لتقويض أي احتمال يمكن أن يقدم عليه خصوم السلطة، وبذلك تقوم السلطة بإعداد الانتخابات في جو من السرية لا تعرفها إلا السلطة؟!الحوار الجاري بين أجنحة المؤسسة العسكرية هو الآخر يضيف غموضا على الغموض الذي أحدثته الرئاسة مع أحزاب التحالف ومحيطها!هذا الحوار يعطي الانطباع بأن المؤسسة العسكرية قد لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهذا الانطباع يفتح الشهية لإمكانية إجراء انتخابات مفتوحة قد تتم لأول مرة بدورين إذا لم يترشح لها الرئيس؟! وهذا معناه أن هذا أيضا عملية إلهاء للناس ومباغتتهم بالواقع في آخر لحظة!وأحس بأن بعضهم يسألني لماذا تفعل السلطة هذا؟ والجواب بسيط: لأن السلطة تأكدت أن شبه المقاطعة هذه المرة ستكون خيالية إذا أقدمت السلطة على إجراء انتخابات رئاسية بالطريقة القديمة! وفضلا على ذلك، فإن السلطة لم تعد تتحكم كما يجب في الجهاز الوطني للتزوير، ولذلك فإن الوضوح السياسي المبكر يزيد من متاعب السلطة في هذه الانتخابات، ويصعّب من إمكانية تمرير مرشحها بسهولة.هذا هو السبب الأساسي من وراء زرع الغموض والضبابية على المشهد السياسي عشية هذه الانتخابات.. وتم ذلك بطريقة مثيرة للتساؤل؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات