هذه المرة، أحسست أنني في حاجة إلى كتابة رواية كوميدية عن زيارة بن سلمان للجزائر! فالعناصر المضحكة في هذه الزيارة تغري كل كاتب ساخر أن يؤلف رواية هزلية غاية في الإمتاع والمؤانسة!العربية السعودية والحكومة الجزائرية بذلتا كل ما في وسعهما لقمع من يعارض زيارة بن سلمان للجزائر.. فالسعودية اشترت كل ما هو متحرك في شبه الإعلام والساسة الجزائريين، حتى لا يعكر أي واحد منهم صفو الزيارة الميمونة!والحكومة الجزائرية قمعت بالهراوات الشرطية كل من يتحرك في غير صالح هذه الزيارة!شيء واحد لم يتفطن الحلفاء لقمعه بالهراوة أو المال، هو فيروس أنفلوانزا اللعين الذي تظاهر ضد الزيارة ووصل حتى إلى أنف الرئيس بوتفليقة وأصابه بالزكام.لا أدري كيف لم تتفطن العربية السعودية إلى فكرة محاربة فيروس أنفلوانزا ببرنامج صحي عالي الفعالية حتى لا يفسد هذا الفيروس زيارة ولي العهد!ولا أدري كيف يتعرض الرئيس إلى الإصابة بهذا الفيروس وهو يخضع لرقابة صحية عالية جدا... لأن معنى هذا الكلام أن الرئيس لا يحظى بالعناية الصحية الكافية!الطريف في الموضوع أن بن سلمان علق على الأمر بجملة مضحكة أكثر من العذر نفسه، فقال نتمنى الشفاء للرئيس من الإصابة بهذا الفيروس!الواضح في المسألة أن هذه الزيارة كانت مبنية على الخداع المتبادل بين الحكومة الجزائرية وبن سلمان.. فالعاهل السعودي وعد الجزائريين قبل الزيارة بأن يطلق يده في “بحبحة” الجزائر ماديا... وتحدث بعضهم عن مبالغ خيالية تصل إلى 15 مليار دولار تعويضا عن أضرار رفع إنتاج البترول وخفض الأسعار عقابا لإيران وروسيا ومساعدة لأمريكا.ولكن ما حدث لبن سلمان في (20G) غيّر المعطيات الخاصة بالزيارة... لأن بن سلمان تأكد بأن العالم لن يتعامل معه ولابد أن يتم تغييره قريبا من طرف العائلة الحاكمة حتى لا تنهار السعودية على رأسه... ولهذا حوّل بن سلمان زيارته للجزائر من زيارة اقتصادية إلى زيارة أمنية، فكان أهم اتفاق تم في هذه الزيارة هو إنشاء لجنة بين أويحيى وبن سلمان لمكافحة الإرهاب.. هكذا والله! فكان رد الرئيس الجزائري على تحويل الزيارة من الاقتصاد إلى الأمن أن رفض بوتفليقة مقابلته... وظهر بوتفليقة كأنه منحاز إلى الذين يطالبون بعدم زيارته... ومسح الموس في أويحيى وحده! وهذه بالطبع إحدى ألاعيب بوتفليقة السياسية.هذه كلها شطحات سياسية جزائرية لا تختلف في هزالها عن الذي قام به بن سلمان في بلده، فلو كانت الجزائر كما كانت حرة في الستينات والسبعينات لتعاملت مع بن سلمان بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع “تشامبي” في السبعينات، لأنه قتل باتريس لومومبا! لكن جزائر السبعينات لا يقرر سياستها الخارجية فيروس أنفلوانزا، حتى لو كان من فيروس أنفلونزا طيور الحمائم.. فيروس وطني مسيّس يحترم الشعب الجزائري ولا يعفس على قيمه في السياسة الخارجية!والسؤال هو: هل فيروس أنفلونزا الذي أصاب الرئيس مسيّس إلى هذه الدرجة.. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يكمل هذا الفيروس جميله ويضرب الوزير الأول أويحيى؟! هذا مجرد تساؤل؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات