الشعب فقد الثقة في السلطة وفي الأحزاب المعارضة لها بسبب الكذب السياسي الذي يمارسه هؤلاء تجاه الشعب!هل يعقل مثلا أن تقوم السلطة بما تقوم به ضد الشعب وتقول إنها تقوم بذلك في سياق مرجعية بيان أول نوفمبر؟! هل بيان أول نوفمبر ينص على بناء دولة تصادر الحريات العامة والخاصة وتقهر الشعب في حياته المعيشية... وتذله في دينه وثقافته وهويته بحجة الحداثة والعصرنة والتطور؟!هل المعارضة المتكونة من 60 حزبا سياسيا لا تمارس الكذب السياسي على الشعب حين تقول إنها تضع المرجعية الفكرية والحضارية لأحزابها حسب بيان أول نوفمبر؟! هل بيان أول نوفمبر يتسع كمرجعية سياسية لـ60 حزبا؟! إذا كان هذا صحيحا، فعلى ماذا تختلف هذه الأحزاب يا ترى إذا كانت مرجعيتها واحدة؟!هل البلاد بها فعلا 60 حزبا كل حزب له برنامج سياسي يختلف عن الآخر؟! وإذا كانت البلاد بها هذه الثروة الهائلة من البرامج السياسية يصل تعدادها إلى 60 برنامجا.. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تعيش البلاد هذا التصحر الفكري السياسي الذي جعل من الهزال السياسي والرداءة هي السمة البارزة في النشاط السياسي في البلاد؟!أحزاب التحالف الرئاسي تدعي أنها متحدة حول برنامج رئاسي للرئيس، واحد موحد، ولكنها تتقاتل في الانتخابات على المقاعد كما لو كانت تقدم عدة برامج وليس برنامجا واحدا؟! وفي هذه تظهر الانتهازية والمصلحية وليس النضال أو ممارسة السياسة... لأن ممارسة النضال لا تتفق مع مثل هذه التصرفات الانتهازية.أحزاب المعارضة هي الأخرى أصبحت تعارض رجال الرئيس ولا تعارض الرئيس! ولهذا نلاحظ بعض الأحزاب تنشطر إلى عدة أحزاب بسبب عدم الاتفاق السياسي بين قيادات هذه الأحزاب على المستوى الذي ينبغي أن تسلكه القيادات إزاء الرئيس والحكم في ما يخص التأييد والمساندة، فنجد إبداعا في “الشيتة” تقوم به هذه الأحزاب لا يخطر على بال أحد.. كأن تجد في حمس مثلا من يقول نحن لسنا ضد العهدة الخامسة، بل نحن ضد النظام! أو تجد من يقول نحن مع الرئيس دائما! أو تجد من يقول بأن حزبه لن يرشح للرئاسيات مرشحا إذا ترشح بوتفليقة، أو تجد من يقول نحن في الحزب نساعد الرئيس إذا ترشح بأن نوفر له مرشحا برتبة أرنب؟! ممارسة مثل هذا الهزال السياسي والكذب على الشعب هي التي رفعت منسوب كره الشعب للحكومة والسلطة والأحزاب جميعا، معارضة وموالاة... ولهذا يجب الخروج من حكاية بيان أول نوفمبر يجمعنا!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات