الوضع في الجزائر لم يعد يهم الجزائريين فقط بل أصبح يهم أيضا جيراننا في شمال المتوسط بدرجة كبيرة وخاصة فرنسا... لهذا لاحظنا، في المدة الأخيرة، توافد الألمان والإيطاليين والإسبان والفرنسيين على الجزائر، وفي جعبتهم قضية واحدة هي كيف يتم وقف المهاجرين من الجزائر إلى هذه البلدان، فضلا على إعادة من هاجروا فعلا إلى هناك.فرنسا تبدو أكثر البلدان حرصا على الوضع في الجزائر، ليس لكونها لها علاقة غير عادية مع الجزائر بفعل الماضي المشترك بين البلدين خلال 200 سنة الماضية، بل بسبب حجم الانعكاسات الكارثية التي قد تعرفها فرنسا في حالة ما إذا اهتز الوضع الاجتماعي والسياسي في الجزائر.الأرقام تقول إن الجزائر بها حوالي 300 ألف مواطن جزائري يحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الجنسية الجزائرية ويقيم في الجزائر، وإذا ما تعرضت البلاد إلى هزة أمنية أو اجتماعية جديدة، فإن هؤلاء سيكونون أول من يغادر الجزائر نحو فرنسا لأنهم فرنسيون، ولا تستطيع فرنسا منعهم من الهجرة إلى هناك بحكم المواطنة الفرنسية!ومعنى هذا الكلام أن فرنسا تحرص على أن لا تتعرض الجزائر إلى هزات اجتماعية بسبب الممارسات السياسية... لأن ذلك معناه أن فرنسا ستكون البلد الأوروبي الأول الذي تغشاه مئات الآلاف من الحراڤة بالجنسية الفرنسية! بمعنى أن أي توتر اجتماعي سياسي أمني في الجزائر يحدث لفرنسا ما حدث لها سنة 1962، عندما اجتاحتها أعداد من الكولون، وكان عددهم آنذاك ضعف حملة الجنسية الفرنسية الآن من الجزائريين، لكن فرنسا وقتذاك كانت عذراء اقتصاديا وتستطيع استيعاب تلك الأعداء المهاجرة.. لكن اليوم فرنسا وصلت إلى حد التشبع اقتصاديا وتبحث عن متنفس خارج حدودها... ولذلك لا يمكنها استقبال هذا العدد الهائل من المهاجرين الذين يحملون الهوية الفرنسية.. هل فهمتم الآن لماذا تهتم فرنسا أكثر من غيرها في أوروبا بالوضع في الجزائر؟!الآن الحكومة الفرنسية وصلت إلى قناعة بأن بقاء الوضع في الجزائر على ما هو عليه الآن يمكن أن يؤدي إلى هزات اجتماعية غير متحكم فيها، وبالتالي تكون انعكاساتها المدمرة على فرنسا أول ما يحدث.. لهذا يقول صندوق النقد الدولي ما يقوله بخصوص الوضع في الجزائر[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات