كل الجزائريين يتساءلون لماذا تتعاظم المخاطر السياسية في الجزائر كلما قربت الرئاسيات؟! ولماذا لم ينجح النظام السياسي في وضع قواعد تمكنه من خلافة نفسه بسلاسة لا تعرضه هو، أي النظام، ولا البلد إلى المخاطر؟! هل لأن النظام السياسي الجزائري عبثي ولا يملك استراتيجية تمكنه من البقاء الآمن في السلطة؟! ولماذا لم ينجح النظام في تأمين نفسه؟!هل النظام كان مجبرا على اتباع سياسة التطور والتطوير في التغيير لقياداته بواسطة الأزمات والانقلابات؟!نحن الآن على بعد شهور من الرئاسيات... ولا أحد يعرف بالتدقيق من يكون رأس النظام في المرحلة القادمة؟! حتى بات بعضهم يرى أن أحسن حل للأزمة القائمة في النظام هو بقاء الرئيس بوتفليقة حتى ولو كان الأمر ضد الطبيعة، فلا أحد يعرف ما يحدث بعد أفريل القادم حتى الرئيس نفسه؟!صحيح أن تسيير البلد في هذه الشهور يتطلب من النظام عدم طرح على نفسه مهمات لم يحن وقتها بعد، حتى لا تقع في البلاد قلاقل وانحرافات.. لكن أليس من الغريب في هذا النظام أن المواطن يعرف بالتحديد من يكون رئيس البلدية في بلديته من خلال معرفة الأحزاب الفاعلة ومن ترشحهم، ولا يعرف هذا المواطن حتى الأيام الأخيرة من هو المرشح لرئاسة الجمهورية، والحال أن الرئيس بيده 99% من القرارات المصيرية في حياة المواطن حتى على مستوى البلدية؟! فالنظام أصبح عاجزا حتى عن إنتاج البديل لنفسه!في البلدان الأخرى السياسات هي التي تحدد الرئيس الذي يفرزه المجتمع السياسي لحكم البلاد، أما عندنا فالمزاجات هي التي تحدد من يكون رئيسا! وليس البرامج والأحزاب والسياسات، ولذلك يبقى الرئيس سرا من أسرار أصحاب “المزاج” إلى آخر لحظة، مع ما في ذلك من مخاطر على سوء الاختيار؟! وهو ما يحدث دائما في كل المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر.. إنها المفارقة العجيبة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات