ولد عباس صادق فيما قال بأن الأفالان لن ترشح للرئاسيات سوى بوتفليقة! لأنه بالتأكيد أن الأفالان لا تستطيع مخالفة من بيده حق تعيين الرئيس بالجزائر... فالأفالان أيدت ما قام به الجيش في 1999، حين رشح بوتفليقة كمرشح حر للرئاسة رغم أنه مناضل في الأفالان... والحالة الوحيدة التي قامت فيها الأفالان بمخالفة الجيش في ترشيح بوتفليقة طوال العهدات الأربع الماضية، هي ترشيحها في 2004 لبن فليس ضد مرشح الجزء الفاعل من الجيش وهو (D.R.S)، وقد شهدنا كم أخذ مرشح الأفالان بن فليس ضد مرشح الجيش؟!لهذا لا يمكن أن نتصور الأفالان تغامر وترشح غير بوتفليقة للرئاسيات! كما لا يمكنها أن ترشح غير من يختاره الجيش، إذا رفض بوتفليقة الترشح أو تحفظ الجيش على ترشحه.. مثلما لا يمكن أن يفرض الأفالان مرشحه على الجيش حتى ولو كان بوتفليقة؟! فمتى كان الأفالان يرشح رئيس الجمهورية خارج إرادة الجيش؟!ومن هنا فإن تعبير ولد عباس بالقول إن الأفالان لا ترشح غير بوتفليقة للرئاسيات، يُفهم على وجهين: إذا رشح الجيش بوتفليقة من جديد، فالأفالان تزكيه، سواء كان مرشحا حرا أو باسم الأفالان بموافقة الجيش، كما هي حالة بن بلة سنة 1963، وحالة بومدين سنة 1976، وحالة الشاذلي سنة 1979، وما تلاها من عهدات.أما إذا لم يترشح بوتفليقة لسبب أو لآخر، فإن الأفالان ستزكي من يرشحه الجيش ولا ترشح مرشحها الخاص، كما فعلت سنة 2004 مع بن فليس، وأكلت ضربة قاضية.. وليس هناك غرابة أبدا في أن يشابه تصريح ولد عباس تصريح عمارة بن يونس في خنشلة، لأن كليهما ينبع تصريحه من مشكاة الآخر!يمكن أن نفهم من تصريحات ولد عباس وبن يونس أن أمر الانتخابات الرئاسية المفتوحة مسألة مستبعدة، وأن الجهة التي تعين الرئيس المرشح هي نفسها التي قررت الأمر في 2014 وما قبله، وفي هذه الحالة، فإن الأفالان لن تكون سوى الحزب المؤيد لما يقرره الحزب الحقيقي الذي يرشح رئيس الجزائر، سواء كان بوتفليقة أو غيره... وفي هذا السياق يمكن أن نفهم قول ولد عباس بأن الأفالان لن ترشح غير بوتفليقة؟!لعب ولد عباس بالكلمات يدل على أن أمر الرئاسيات قد حسم، وأن الأفالان خارج هذه اللعبة، ولم يبق لها سوى تأييد العهدة الخامسة، أو الاصطفاف خلف من يرشحه أصحاب الحق الإلهي بلا نقاش؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات