احتفال الحكومة مع رجال الإعلام باليوم الوطني للإعلام في قصر المؤتمرات الدولية هو تكريم لصحافة البيئة وليس تكريما للصحافة والصحافيين!وتخصيص هذا اليوم للبيئة وصحافة البيئة هو اسم على مسمى.. فالوضع في الجزائر في مجال الصحافة والحريات يماثل تماما وضع البيئة، فالأوساخ الإعلامية في كل مكان وفي القنوات العامة والخاصة... والأوساخ السياسية روائحها تزكم الأنوف! ولهذا نقول إن الحكومة ورجال الإعلام وفقوا في اختيار الجائزة الوطنية للصحافة حين خصصوها هذا العام لموضوع البيئة!هل هناك أسوأ من الحديث عن النفايات السياسية هذه الأيام؟! لكن مع الأسف أن فطاحل الإعلام الذين يقيّمون الصحافيين وما يكتبون لا يعتبرون الكتابة عن النفايات السياسية تدخل في بند النفايات التي تخضع إلى مقاييس المشاركة في المسابقة! رغم أن الروائح المنبعثة من البرلمان هذه الأيام تجاوزت في أضرارها البيئية حدود الوطن، فأصبحت تلوث بأخبارها حتى القنوات والصحف العالمية... ومع ذلك من يكتب في موضوع النفايات السياسية لا تشمله الجائزة!ويتساءل أهل المهنة، أو على الأصح بقايا أهل المهنة: هل يمكن أن يغطي الاحتفال باليوم الوطني للصحافة في قصر المؤتمرات الدولية وبطريقة فخمة.. هل يمكن أن يغطي ذلك عن الواقع البائس الذي تعيشه الصحافة في العمق، أزمة حادة في الحريات وتدهور فظيع في المهنية لم تصله الصحافة حتى في أحلك أيامها في وقت الحزب الواحد... وتدحرج لوسائل الإعلام نحو الفاقة والفقر... وتشديد على الصحافيين من طرف أرباب العمل... وملاحقات مشبوهة لهامش الحرية الذي وفرته وسائل التواصل الاجتماعي! حالنا فعلا في هذا الاحتفال كمن باعت (اللباس) واشترت “الحزام” ولبسته على اللحم وخرجت ترقص!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات