تخيلوا مجلسا منقوص الشرعية ينقلب على رئيسه بطريقة غير شرعية، لينقل لاشرعية المجلس من نسبة 10% التي انتخب بها هذا المجلس، إلى نسبة لا شرعية قد تصل إلى 2% من الأعضاء، على اعتبار أن نصف عدد نواب الأحزاب المتحالفة الحاكمة غير موافقين على هذا التغيير في الأصل، وبالتالي اللاشرعية تعاني من أزمة لاشرعية أخرى حادة.تخيلوا أن المعارضة قاطعت التصويت كلية وتبعتها أحزاب الحكم بنسبة النصف، كيف سيكون انتخاب رئيس المجلس بطريقة غير شرعية ليتولى تسيير الشأن العام ويقرر الأمور التشريعية بطريقة غير شرعية؟!كل الناس تتوقع “هوشة” حادة بين هؤلاء المغامرين في البرلمان عندما تعرض عليهم مسألة اختيار رئيس جديد للبرلمان، لأن كل هؤلاء اتفقوا على تغيير بوحجة، لكن لابد أن يختلفوا على تعيين خليفته، لأن منسوب الطمع والانتهازية في صفوف هؤلاء عال جدا، ولهذا نتوقع “هوشة” حادة بين هؤلاء تخص الاتفاق على من يخلف بوحجة! وإذا اتفقوا وتم تعيين الخليفة، فإنه سيكون مشلولا تنقصه شرعية اختياره بالأغلبية... لأنه لا يمكن أن يتم اختيار هذا الخليفة بنسبة عالية، كما حدث في حالة اختيار بوحجة، حتى ولو تدخل من عيّن بوحجة لتعيين خليفته بصورة مباشرة في عملية الاختيار؟!عدم شرعية القادم ستشل البرلمان، وعدم قدرة الراحل على العودة تصعّب من العملية... وبقاء البرلمان مشلولا بحكاية اللاشرعية يعطي الحكومة حق البقاء وعدم التغيير... لأنه لا يمكن أن يتم تغيير حكومة وتقديم برنامج الحكومة الجديدة أمام برلمان منقوص الشرعية... ولعل هذه هي الحكمة من تسريب حكاية أن الرئيس يريد تغيير بوحجة بغيره لإحداث أزمة في البرلمان تعمّر طويلا، وبالتالي تترك الحكومة قائمة إلى ما بعد الرئاسيات، وبالتالي إبطال البرنامج الذي يريده من يرى أن الحكومة ستتغير ليفتح المجال للرئاسيات القادمة بغير هذه الحكومة.الآن.. الوضع الذي وصلت إليه مؤسسات الدولة ينبئ بوجود انسداد كبير في مؤسسات الدولة لا يسمح حتى بإجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية سليمة، فهل هذا هو المقصود الذي أراده من فجّر هذه الأزمة؟!البرلمان أصبح شبه جامد والحكومة أصبحت في خبر كان... والبلاد تسير بـ”القدرة”... لقد تحقق فعلا في الجزائر زوال السلطة! نعم.. نحن شيّدنا دولة لا تزول بزوال المؤسسات؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات