كل الناس يعرفون أن الصحفي السعودي خاشقجي هو بمثابة العلبة السوداء لأسرار الأسرة السعودية الحاكمة الآن، لأنه لم يكن صحفيا عاديا في السعودية، فهو في هذه بمثابة حسنين هيكل في النظام الناصري. ولهذا أصابه ما أصابه في قنصلية بلاده في تركيا وعلى يد زبانية النظام. هو أيضا رجل شجاع ولا يخاف من قول الحق متى رآه حقا... فقد كان سنة 1992 في زيارة للجزائر (شهر جوان) عندما تم سجني مع فريق “الشروق” عند بداية المحنة الأمنية الجزائرية، وكتب ما كتب مناصرا ومتضامنا في وقت كانت فيه السعودية الرسمية تقول لوزير الدفاع خالد نزار: “عليك بالعصا لمن عصى”، في تحريض واضح ضد الإسلاميين!
خاشقجي في هذه سبح عكس تيار سياسة بلده الرسمية! لأنه يتمتع بحرية إعلامية ومعرفية وكفاءة لم تتح لغيره من الصحافيين السعوديين... سواء في السعودية أو خارج السعودية، كل كتاباته في السنوات الأخيرة واتصالاته بالناس نلمس فيها الامتعاض من سياسة الأسرة الحاكمة... خاصة ظاهرة العداء السعودي للمحيط الجغرافي والحضاري للمملكة في علاقتها بجيرانها... أزمة مستدامة مع العراق دعمتها الأسرة الحاكمة الحالية بأزمة أخرى أشد عمقا ودموية مع سوريا مصاحبة لتوترات عالية مع العمق الحضاري للعرب والمسلمين، وهو العداء السعودي غير المبرر لا سياسيا ولا حضاريا مع إيران.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات