فرنسا قايضت السلطة في الجزائر بالسكوت عن العهدة الثالثة والرابعة مقابل ما أخذته من امتيازات اقتصادية غير مستحقة في مشاريع الترامواي والسكك الحديدية والمطارات والمترو.. وهي الآن تساوم السلطة في الجزائر بطريقة غير مباشرة مقابل امتيازات مصيرية تتعلق بالأرض والتاريخ والثقافة.الآن فرغت فرنسا من مسألة الاقتصاد حيث وضعت يدها على أهم شيء في الاقتصاد الجزائري يمكن أن تضع يدها عليه في مجال النقل والبنوك والتجارة الخارجية، فاتجهت اهتماماتها إلى الأرض والعقار وقضية رأب الصدع الاجتماعي الثقافي في موضوع الحركى والمصالح الثقافية الفرنسية في الجزائر!الآن فرنسا وضعت استراتيجية نحو الجزائر مفادها ”واحد يحلب والآخر يشد المحلب” كما يقول المثل.. باجولي يكشف المستور وماكرون يحلب الجزائر! باجولي يلوح بتغير موقف فرنسا من النظام في الجزائر وماكرون يقدم ملف الحركى والتعويضات وحكاية الذاكرة المشتركة الجزائرية الفرنسية.كل الناس تعرف أن لفرنسا اليد الطولى في التأثير في القرار السياسي الاقتصادي الجزائري، ولكن هذا التأثير يبلغ مداه ومنتهاه عندما يصبح النظام الجزائري يعاني من مشكلة تراجع الشرعية ومن عداء الشعب له.. ويقل منسوب هذا التأثير كلما كانت علاقة الحكم في الجزائر تحظى بشيء من الرضى.وكل الناس تعرف أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تكن تحددها المؤسسات الدستورية في البلدين مثل الحكومة والرئاسة والخارجية، بل كانت دائما تقررها المصالح الاستخباراتية في البلدين خارج التأثير بالمؤسسات الدستورية أو بتأثير قليل لهذه المؤسسات وبتأثير كبير لمصالح الأمن في هذه العلاقات، سواء أتعلق الأمر بالمصالح السياسية أو الاقتصادية، فضلا عن الاستراتيجيات الأمنية أو حتى الملف الثاني.كلنا يعرف أنه كلما توترت العلاقات الفرنسية الجزائرية أقدمت السلطة في الجزائر على التنازل لفرنسا في قضايا مصيرية اقتصادية أو ثقافية، لهذا فإن ما فعله باجولي هو تمهيد لمنافع غير مشروعة في جوانب حيوية ستحصل عليها فرنسا بفضل هذا النوع من ”الشانطاج” الذي ظل يتكرر مع الجزائر في علاقاتها مع فرنسا منذ 60 سنة.. والله يلطف بالبلد هذه المرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات