الطريقة التي عالجت بها السلطات المحلية لولاية قسنطينة قضية منع مسيرة “مواطنة”، يوم السبت الماضي، فيها درجة عالية من الغباء يحسد عليه المسؤولون الذين وضعوا هذه الخطة لمنع المسيرة!1 - رئيس المجلس الشعبي الولائي عقد اجتماعا مع عمال النظافة في قسنطينة لوضع خطة لمنع هذه المسيرة، واتخذت الولاية [email protected]قرارا بتسخير 70 شاحنة زبالة بسائقيها لاحتلال ساحة الشهداء ومنع المواطنين من الوقوف بها! وفي نفس الوقت كان اجتماع رئيس المجلس الشعبي للولاية مع عمال النظافة مناسبة لدعم المعني للعهدة الخامسة، ولكنه ارتكب خطأ دستوريا وقانونيا فادحا، فقد قال مشروع السيناتور هذا “إن المواطنين الذين يمثلهم في قسنطينة يرفضون الممارسة السياسية في قسنطينة لأي غريب”! في حين أن الدستور يضمن النشاط السياسي لأي مواطن عبر التراب الوطني! وواضح أن مشروع السيناتور هذا لم يقرأ الدستور أو قرأه ولم يفهمه، وهي صفة عامة في مسؤولي هذا الزمان على المستوى الوطني والمحلي! وحسب الاجتهاد السياسي لهذا الشخص، فإن كل الأحزاب ممنوعة من النشاط في قسنطينة إذا لم تمر على هذا “السيناتور” السياسي المزور! ودڤي يا موسيقى في عملية ترقيص تطبيق الدستور في قسنطينة!2 - ما لا يعرفه سكان قسنطينة أن شاحنات الزبالة التي جندت لقمع المسيرة هي شاحنات تابعة لشركات خاصة بالنظافة في المدينة متعاقدة مع البلدية والولاية وتم تسخيرها بعمالها لهذه العملية بدفع أموال من المال العام لقاء هذه التسخيرة، والمسؤولون بالولاية وحدهم يعرفون المبالغ التي دفعت من المال العام في هذه التسخيرة! زيادة على أن أصحاب هذه الشركات المتعاقدة مع المدينة في موضوع النظافة قد تم تهديدهم بإلغاء عقودهم إذا لم يضعوا شاحناتهم مثلما تطلبه الولاية منهم! ودڤي يا موسيقى للتسيير السياسي والاقتصادي والأمني في قسنطينة بواسطة “الشانتاج” الذي يعاقب عليه القانون!3 - الطريقة هذه التي عالجت بها السلطات المحلية قضية المسيرة بينت أن القاعدة الانتخابية الاجتماعية للمنتخبين المحليين في المدينة هي قاعدة عمال النفايات مع تقديرنا لهؤلاء الذين جلبوا لقاعة المجلس الشعبي الولائي ليخطب عليهم مشروع “السيناتور” ولم يصفق عليه أي واحد منهم.4 - لاشك أن حركة “مواطنة” يمكن أن تفشل في مسعاها لأنها تواجه خصوما بهذا المستوى المؤسف، ولكنها يمكن أن تنجح وتحقق ما لم يكن متوقعا إذا استمرت السلطة في التعامل معها بهذا الغباء غير المتوقع! فلا يمكن الإساءة للعهدة الخامسة أكثر من مناصرتها من طرف أشباه المسؤولين المحليين في أهم مدينة بالشرق الجزائري بشاحنات القمامة! ولا أقول أكثر من هذا؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات