انتبهت السلطة في الجزائر مؤخرا إلى أن ربط التغييرات الحاصلة في الجيش بأزمة الكوكايين فيه ضرر بالغ بسمعة المؤسسة العسكرية لا يمكن تبريره تحت أي ظرف مهني أو سياسي أو تنظيمي، وأن إيجابية هذه التغييرات أتلفتها حالة ربط التغييرات بالكوكايين. نفس الأمر يمكن أن يحصل الآن مع الحكومة، فالتغييرات المرتقبة على مستوى الحكومة والولاة لن يكون لها الأثر الإيجابي المنتظر على الرأي العام، ما دامت ستتم تحت لواء الكوليرا وتداعياتها، وستلحق الكوليرا الأضرار الكارثية بالتغييرات الحكومية، تماما مثلما حدث ذلك مع الكوكايين والتغييرات في الجيش.. فلا يمكن لأي إنسان في الجزائر الآن أن يتحدث عن التغييرات في الجيش دون الإشارة إلى أزمة الكوكايين، مثلما لن يكون هناك حديث في المستقبل عن التغييرات في الحكومة والولاة ورؤساء الدوائر دون الإشارة إلى أزمة الكوليرا..قيادة الجيش الآن تجتهد لإخراج التغييرات من مستنقع الكوكايين من خلال القول بأن هذه التغييرات والترقيات كانت مبرمجة منذ سنوات وتأجلت وحان الآن وقت تنفيذها.. مثل هذا الكلام كان من الممكن أن يكون له أثره في الرأي العام لو قيل هذا الكلام في بداية العملية ولم توضع قضية الكوكايين كأساس للتغييرات في بداية العملية.كما أن الطريقة التي تمت بها عمليات الإعلان عن التغييرات هي الأخرى ساهمت في إرباك الرأي العام.. إذا أن الإعلان عن بعض التغييرات تم عبر وسائل اتصال غير رسيمة، ما أعطى الانطباع بأن هذه الأخبار غير صحيحة، وبالتالي وقع الإرباك في الرأي العام، وهذا بدوره أحدث بلبلة كبيرة واضطرت القيادة إلى معالجتها بما يؤكد هذا الإرباك.!إعلان هذه التغييرات في ظرف إعلامي غير مناسب هو الذي ضاعف من البلبلة في الرأي العام، فالساحة السياسية غائبة وفي عطلة على مستوى الحكومة والأحزاب، وبالتالي تحولت التغييرات في الجيش إلى الموضوع الرئيسي في كل وسائل الإعلام الخاصة وطنيا ودوليا، وهذا ما أعطاها بعدا آخر ما كان ليحدث لو تمت العملية في غير هذا الوقت الإعلامي.. وهذا خطأ إعلامي آخر يضاف إلى خطأ عدم استخدام الوسائل الرسمية في إعلان التغييرات!كما أن إعلان التغييرات على مراحل أحدث تغييرات بالتقصيد المريح هو الآخر أدى إلى زيادة البلبلة، المؤسسة العسكرية في غنى عنها.. فلو تمت العملية دفعة واحدة وببلاغ واحد يصدر عن لقاء بين الرئيس وقائد الأركان وعبر القنوات الرسمية، ويعلن أن العملية روتينية داخل المؤسسة، لكان ذلك مدعاة للاطمئنان.. إذن فالظرف سيئ والطريقة سيئة والتفسير سيئ فكانت هذه ”النكبة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات