مدير الأوبئة في وزارة الصحة يقول ملء فمه في التلفزة إن وزارته، وحكومة الجزائر، تمارس الشجاعة الكاملة في إعلان وجود الكوليرا في عاصمة الجزائر.! وكان بالإمكان الكذب على الشعب الجزائري بعدم وجود الكوليرا كما تفعل البلدان الأخرى التي تضربها الكوليرا ولا تعلن ذلك لشعبها.!1 ـ إنها فعلا شجاعة حين تقول وزارة الصحة الحقيقة ولا تكذب.! لأن القاعدة العامة في الجزائر هي أن المصالح الحكومية تمارس الكذب وعندما تقول الحقيقة يعتبر ذلك شجاعة منها.! وقد تعمد الحكومة إلى إنهاء مهام هذا المدير أو حتى وزير الصحة لأنه لم يكذب وقال الحقيقة.! أو حتى جزء من الحقيقة.. وكان من المفروض أن تنهى مهام هذا المدير لأنه أكد أن الحكومة تقول دائما الكذب وهذه هي المرة الوحيدة التي قالت فيها الحكومة الحقيقة للشعب.!2 ـ الكذب في البلدان الأخرى جريمة يعاقب عليها القانون بشدة، خاصة إذا صدر هذا الكذب عن جهة حكومية رسمية.! رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نيكسون أقيل من منصبه لأنه كذب على المحققين في فضيحة ”واتر غيت” الشهيرة.. والرئيس بيل كلينتون كاد يفقد منصبه في البيت الأبيض لأنه كذب على الشعب الأمريكي بخصوص فضيحة الموظفة بالبيت الأبيض مونيكا ليفانسكي.!أما الكذب في البلدان الاسكندنافية وأوروبا فهو من الكبائر التي يعاقب عليها القانون بشدة، خاصة إذا صدر عن المسؤولين السياسيين بغرض تضليل الشعب. أما عندنا فالكذب والتضليل هو القاعدة والاستثناء هو قول الحقيقة.3 ـ لسنا ندري من هي الدولة التي تضربها الكوليرا وتكذب حكومتها على الشعب؟!أليست هي الدول الفاسدة التي تشبه الجزائر في سوء التسيير السياسي والاقتصادي والإداري مثل الجزائر؟!نعم قد يكون إعلان وزارة الصحة عن موضوع الكوليرا شجاعة.! لذلك قد تكون الحكومة الجزائرية تكذب على الناس بخصوص قولها إنها تقوم فعلا بمعالجة المياه المضخة للمواطنين، على اعتبار أن من يكذب في موضوع الكوليرا قد يكذب أيضا في موضوع تصفية المياه.! وفي هذه الحالة فإن من يضخ المياه الفاسدة للشعب عبر الحنفيات ويقدمها كذبا على أنها مياه صالحة، هو في النهاية يمارس القتل الجماعي للمواطنين... في عمل إجرامي لا يختلف عن الإبادة الجماعية للسكان، والقانون واضح في هذه.. [email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات