هاهي الأمور بدأت تتضح بخصوص العهدة الخامسة. منذ شهور قال ولد عباس بأنه لا يتحدث عن عهدة خامسة وإنما يتحدث عن الاستمرارية. وتساءل الناس كيف تكون الاستمرارية دون عهدة خامسة؟ واتضح الآن أن الاستمرارية في مفهوم ولد عباس مختلف عن العهدة الخامسة، فحين يقول ولد عباس: ”إن الرئيس خط أحمر” فذاك يعني أنه يقصد الرئيس أو من يعينه الرئيس ليقود الاستمرارية، والأفالان لا يقبل أن يُشرَك بها في تعيين الرئيس ويغفر ما دون ذلك. وحين يقول أويحيى: ”إن الرئيس بوتفليقة ليس من النوع الذي يخضع للضغوط من أجل الترشح لعهدة خامسة”،
فمحتوى هذا الكلام أن أويحيى الذي أذنه في فم أصحاب القرار يكون قد تأكد من أن بوتفليقة لا يريد الترشح، ولو كان أويحيى ليس على يقين من ذلك ما غامر وقال ”إن الرئيس لا يخضع للضغوط”، لأنه إذا كان الرئيس لا يخضع للضغوط فما معنى أن يتكتل 30 حزبا ويناشدوا الرئيس الذي لا يخضع للضغوط؟ هل يجوز لهذه الأحزاب أن تسبح عكس التيار وعكس إرادة الرئيس؟ وإذا كانت هذه هي إرادة الرئيس وأوصى بها إلى هذه الأحزاب كي تناشده وينزل عند إرادتها فذاك هو البؤس بعينه، لأن معنى هذا الكلام أن الأفالان والأرندي وهذه الحزيبات قد عادت بالممارسة السياسية إلى عهد الحزب الواحد في أسوأ صورها، حين كان الرئيس يرسل برقيات إلى القسمات والمحافظات يطلب منهم إرسال برقيات تأييد ومساندة له، ثم يقدم ذلك للرأي العام على أنه إرادة شعبية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات