أنا لعبيدي العيد، مفتش التربية والتعليم الأساسي سابقا، الساكن ببلدية بني حواء (الشلف)، عمري 74 سنة. يوم الجمعة 27 جويلية 2018، كنت جالسا في المسجد، ممسكا بالمصحف الشريف كعادتي لقراءة القرآن تعبدا لله تعالى. كان الوقت 11 سا 45 د، تقريبا، عندما جاءني من يعلمني بأن إمام صلاة الجمعة، يطلب مني الكف عن قراءة القرآن عندما يبدأ حديثه للمصلين قبل خطبتي الجمعة، استغربت الأمر، وذهبت إليه، حيث كان يجول أطراف المسجد لأستفسر عن حقيقة منعه إياي قراءة القرآن، فأكد لي ذلك، ولما ذكرته أن قراءتي هي سرية، أصر على رأيه، طالبا مني القراءة خارج المسجد، مضيفا على مسمع من الكثير من المصلين، أنه سيضربني أمام الناس إن لم أذعن لأمره.أمام هذا التهديد ممن يفترض أنه القدوة في حسن الكلام، والدعوة للمعاملة بالحكمة والعقل، خاصة تجاه إنسان مثلي، هو يعرف مكانتي الاجتماعية بين الناس الذين سمعوا كلامه، وتجنبا لمزيد من التوتر، خاصة وأني أعاني من أمراض مزمنة (السكري، الضغط، القلب)، وحفاظا على حرمة المكان، لم أجاره في التهديد، وفضلت الخروج من المسجد دون أن أؤدي صلاة الجمعة.هل يعقل يا سيدي أن أمنع من عبادة الله بقرآنه الكريم وفي بيته؟ أم أن فتوى تكون قد صدرت ولا أعلمها تحرم قراءة القرآن سرا لما يكون الإمام بصدد الحديث للمصلين قبل خطبتي الجمعة؟ الأكيد هو أن ثقافتي تجعلني أدرك جيدا واجباتي في المسجد، وأني ملزم فقط بالاستماع للخطبتين لا أكثر، مع التزامي بما يفرضه علي المقام من هدوء.كنت أحسب أن الإمام يدعو إلى سبيل ربي بالحكمة والموعظة الحسنة، ويدفع بالتي هي أحسن لكي يقتدي به الغير؟!انتظر منكم رد الاعتبار لشخصي، أنا الإطار التربوي، أمضيت قرابة نصف قرن من عمري في خدمة المدرسة الجزائرية، عن الإهانة التي ألحقها بي هذا الشخص.العيد لعبيدي – الشلف
الحق عليك يا أستاذ العيد... لماذا تفضل كلام الله على درس الإمام في المسجد؟! كلام الإمام في المسجد أولى بالتعظيم... لأن كلام الإمام فيه السياسة وفيه الدعوة إلى بقاء الوزير عيسى على رأس الوزارة.. تصور معي إماما يلقي درسا في مسجد والناس أمامه يفتحون المصاحف لقراءة القرآن هربا من الاستماع إلى ما يوزعه الإمام في درسه! الإمام الذي يلقي درسا يرفض الناس الاستماع إليه هو إمام منسجم تماما مع سياسة الحكومة التي تلقي خطبا على الشعب في التلفاز لا يسمعها إلا من ألقى هذه الخطبة! الإمام لا يسأل نفسه لماذا ينفر الناس من الاستماع لحديثه، لأنه يرى نفسه سلطة، وحجة السلطة عنده أقوى من سلطة الحجة! ولو كانت وزارة الشؤون الدينية تقوم بواجبها لحاسبته على نفور الناس من خطبه، ولكن من يحاسب من؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات