وزير الداخلية بدوي قال إن الدولة ستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار البلد..! نعم ليت الدولة تفعل ذلك هذه المرة وتضرب بالفعل بيد من حديد على رؤوس من يعبث بأمن البلد باستيراد الكوكايين بهذه القناطير! أو يقوم بتصدير وتهريب العملة بملايين اليوروهات عبر المطارات والحدود! أو الذين يستنزفون خيرات البلد عبر استيراد سلع مغشوشة كتلك التي وقعت في ميناء عنابة! أو الذين يقومون بتضخيم الفواتير لتحويل الأموال إلى الخارج! أو الذين يقومون ببيع مقاعد البرلمان ومناصب الدولة لرجال المال، كما يحدث في تعيين الولاة وقيادات الأحزاب والوزراء ونواب البرلمان! ليت الدولة تضرب بيد من حديد أيضا الذين يقومون ببيع أملاك الدولة، وأيضا تضرب بيد من حديد المسؤولين الذين يتاجرون بالوظائف المفتوحة في مؤسسات ومصالح الدولة ويبيعونها للبطالين بالمقابل! ولا أعتقد أن وزير الداخلية لا يعرف ذلك، وهو المفروض فيه أن يعرف أي نملة تدب في الجزائر ما اسمها وأين تتجه، وإلا ما كان ليكون وزير داخلية بحق وحقيقة؟!أيدي البطالين العاطلة عن العمل تحتاج إلى تشغيل كي لا تتظاهر في الشوارع، وليست في حاجة لأن تضرب بالحديد كي تكف عن بطالتها! كل جزائري سوي يمقت الفوضى والمساس بأمن واستقرار البلاد، لكن من يمس بأمن واستقرار البلاد ليس البطالين الذين يتظاهرون.. من يمس باستقرار البلاد فعلا هم هؤلاء الذين ذكرتهم أعلاه، من وضعوا البلاد في هذه الوضعية، ومن واجب الدولة ووزارة الداخلية والعدالة أن تضربهم بأقوى من يد الحديد، وإلا كانت هي أيضا متواطئة معهم!التهديد المجدي الذي يأتي بنتائج تعود بالخير على البلد وحسن تسييره، هو ذلك التهديد الذي يوجه للذين يمارسون الفساد جهارا نهارا وأوصلوا بممارساتهم البلاد إلى ما وصلت إليه. أما التهديد الموجه للضحايا المساكين الذين طحنتهم أوضاعهم، فلن يجدي نفعا، لأنه من الأعمال المضادة للمنطق والحق. فالحاكم الحقيقي هو من يطلب من الناس ما يستطيعون فعله.. فلا تستطيع أن تطلب من البطال ألا يحتج على واقعه، لأن ذلك معناه أنك يمكن أن تطلب من الناس أن لا يتنفسوا الهواء، وطلب كهذا لا بد أن يقابل بالرفض، لأنه مضاد للطبيعة، والحكيم هو من يطبق مبدأ: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات