البلد ما يزال ضائعا في مربع التيه الوطني.. سلطة لا تعرف ما تفعل اقتصاديا وسياسيا، وأحزاب شبه سياسية برنامجها هو الولاء لممارسة السياسة بـ ”الشيتة” والفساد، ومعارضة غارقة في معارضة إرادة الشعب ومسايرة إرادة الاستبداد في السلطة وغير السلطة، وشعب لم يجد أمامه من قنوات التعبير عن نفسه سوى الاحتجاج غير المنظم الذي ينبئ في بعض جوانبه بخطورة البلاد، وإرهاب يطل برأسه من جديد من الحدود وفي مناطق حيوية من البلاد.والمخلصون في هذه البلاد يتساءلون بجدية: لماذا تطل برأسها كل هذه الأوجاع كلما جاء موعد الانتخابات الرئاسية؟! لماذا لم تستطع السلطة وبالتحديد الجيش أن تجعل البلاد تتجاوز حكاية الأزمة الوطنية الحادة كلما جاءت الرئاسيات؟ لماذا لا تضع السلطة وبالتحديد الجيش الأسس السياسية القوية لجعل الرئاسيات مثل بقية الرئاسيات في بلدان أخرى مناسَبةً للتجديد في البرامج والرجال والآمال ومدعاة لتجنيد أكبر للشعب نحو المهام الوطنية في البناء؟! لماذا تستبد الرداءة السياسية بالساحة الوطنية؟ تكرر المكرر وتعيد المعاد من مظاهر الغسل السياسي والاقتصادي؟ 30 سنة كاملة والبلاد تراوح مكانها في عملية البحث عن مخرج لأزمة الرئاسيات التي عادت إلى الواجهة 6 مرات بنفس المشاكل ونفس الوجوه ونفس البرامج ونفس الإخفاقات، فهل من أخفق 6 مرات في محاولات الحل يمكن أن ينجح في السابعة؟!الحل واضح.. لا يمكن أن يكون استمرار المستمر من الاستبداد وقضية الاعتماد على عائدات النفط الباقية في صندوق الاحتياط الوطني مغامرة خطيرة يمكن أن تهدد البلد بالزوال لا قدر الله.. وأن حكاية ربح الوقت لم تعد تجدي نفعا.. والأفضل أن تعاد الكلمة للشعب صاحب السيادة الوحيد في إحداث التغيير للبلاد مما هي فيه وما هي مقبلة عليه.البلد الذي تفر منه الأموال بـ ”الشكاير” ويفر منه الشباب المتعلم بالآلاف، هل يمكن أن يقول النظام الذي يحكمه إنه بخير وإنه ينعم بالأمن والأمان والاستقرار والتنمية؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات