مقري على حق حين قال إنه غير معني بتصريحات نائب وزير الدفاع حول إبعاد الجيش عن السياسة، لأن ڤايد صالح لم يكن يقصد بتصريحاته لا مقري ولا غيره، بل كان يقصد بالتحديد الرد على أنصار ربراب في بجاية الذين هددوا بالخروج الى الشارع دفاعا عن حق ربراب في تطوير استثماراته في المنطقة.المعركة بدأت بين ربراب وأحد رجال الأعمال عندما خرج بعض الشباب في مظاهرات الزيت والسكر بالجزائر، في باب الوادي تحديدا، فقررت الحكومة كسر احتكار ربراب لهذه المواد، فأعطت لبعض رجال الأعمال رخص استيراد وتصنيع الزيت والسكر لكسر الاحتكار، لكن الذي حصل أن هؤلاء لم يستطيعوا كسر الاحتكار، لذلك عمدت الحكومة إلى منع ربراب من تطوير قدراته الإنتاجية حتى لا يعزز احتكاره لهذه المواد، فجمدت له آلات مصنع لإنتاج الزيت في بجاية لتسهيل استثمارات منافسيه في ميناء جيجل، وبقيت المصانع التي استوردها ربراب أكثر من سنة ونصف في ميناء بجاية، ثم حولها إلى ميناء سكيكدة، وقام بجمركتها وإخراجها ووضعها عند متعهد خاص، لكن الآلة تحركت مرة أخرى ضد هذه العملية، فتم إعادة الحاويات المجمركة إلى الميناء بالقوة العمومية، وأمرت الديوانة بإلغاء العملية، وأمرت المالية والتجارة بإرجاع هذه الحاويات، وهو ما أثار الشارع البجاوي وهدد بالانتفاضة نصرة لربراب، لهذا هدد ڤايد صالح كل من يحاول المساس بالأمن العام أنه يجد الجيش بالمرصاد له، قائلا: “إن هناك من يريد زعزعة الأمن دفاعا عن مصالح شخصية ضيقة”.. فمثل هذا الملف كان من الواجب أن يعالج بواسطة العدالة!لقد لوث الفساد مؤسسات في الدولة، وجاءت قضية الكوكايين وما كشفته من امتدادات فسادية لتكشف محنة أخرى تواجه البلاد.مقري إذن على حق، فلم يكن هو المقصود بكلام قائد الأركان.. ويا ليته كان هو المقصود وليس المقصود هذا الذي يحدث من عراك بين رجال المال والأعمال من معارك وصلت شظاياها إلى أهم مؤسسة في البلاد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات